يصف هذا العمل الأدبي الضخم حياة إمرأة بذلت كل ما في وسعها كي تحمي نفسها وإخوتها وزوجها من الرياح التي عصف بالصين إبان الثورة الثقافية وما تلاها من آثار بعد وفاة ماو , ودافعة في مقابل ذلك ثمناً غالياً .الجزء الأول عنوانه " رياح الدموع " : تبدأ فيه الكاتبة بذكر سبب ومعنى إسمها وترسم لنا صورة دقيقة عن وسطها الإجتماعي الذي ترعرعت في...
قراءة الكل
يصف هذا العمل الأدبي الضخم حياة إمرأة بذلت كل ما في وسعها كي تحمي نفسها وإخوتها وزوجها من الرياح التي عصف بالصين إبان الثورة الثقافية وما تلاها من آثار بعد وفاة ماو , ودافعة في مقابل ذلك ثمناً غالياً .الجزء الأول عنوانه " رياح الدموع " : تبدأ فيه الكاتبة بذكر سبب ومعنى إسمها وترسم لنا صورة دقيقة عن وسطها الإجتماعي الذي ترعرعت فيه, وهو وسط برجوازي خسر كل شيئ عندما وصل الشيوعيون إلى سدة الحكم . و " رياح الفوضى " هو الجزء الثاني , سمي كذلك بسبب ما أتت به الثورة الثقافية من فوضى وغوغاء أدت إلى زيادة سوء أحوالها وأسرتها , وفي النهاية أرسلت إلى مزرعة سجن العمال في مقاطعة يانجسو , وياتي بعد ذلك الجزء المركزي في الرواية المسمى " الرياح القارسة " حيث تصل إلى منفاها في مزرعة السجن لتتوالى عليها المواقف والاحداث , لتصبح أكثر نضجاً ودراية بعد أن شحدتها الصعاب . كما عرفت أول تجربة حب حينما قابلت زوجها الاول هسياو-جاو , ثم نرى كيف تمكنت من الحصول على مقعد في جامعة بكين لدراسة اللغة الإنجليزية , وهو الشيء الذي سيغير كثيراً في حياتها . تتسارع الاحداث والتطورات السياسية في " رياح التغيير " عقب موت الزعيم الصيني ماو , وتظهر بوادر انفتاح وبروز فئة برجوازية من منتسبي الحزب الشيوعي. في الجزء الخامس والأخير " عكس الريح " نجحت بعد جهد دؤوب في الحصول على وظيفة في إدارة الشؤون الخارجية لحكومة شنغهاي ووفر لها هذا العمل متنفساً مالياً منحها شيئاً من الحرية النسبية أدت إلى خلاصها وانطلاقها كطير حر يوم أن يسّر لها حبيبها مدرس اللغة الإنجليزية الهروب إلى كندا تاركية مآسيها خلفها , إلا إنها عام 1994 عادت إلى شنغهاي للبحث عن ابنتها .تعكس كثافة الرواية غزارة الأحداث والوقائع التي خبرتها الكاتبة فجعلت منها عملاً أدبياً , كان وثيقة تاريخية مكتوبة بلغة إنسانية غير علمية , لتزيد من مصدايقيتها , وتثير عواطف القارئ , وهي أصدق شيء عند الإنسان .