ينشأ الخطاب حول الأدب مع نشوء الأدب نفسه، ويمكن أن نعثر على النماذج الأولى لذلك في مقاطع من فيداس أو هوميروس، ولا يمكن أن يكون هذا بمحض الصدفة: ومع أنه من الصعب الاتفاق حول الهوية المحددة لموضوع «الأدب» فمن المؤكد أن هذا الاسم أو ما يجري مجراه، استعمل دائما للدلالة على كلام يبعث اللذة أو يثير الاهتمام لدى سامعه أو قارئة، ويكون ا...
قراءة الكل
ينشأ الخطاب حول الأدب مع نشوء الأدب نفسه، ويمكن أن نعثر على النماذج الأولى لذلك في مقاطع من فيداس أو هوميروس، ولا يمكن أن يكون هذا بمحض الصدفة: ومع أنه من الصعب الاتفاق حول الهوية المحددة لموضوع «الأدب» فمن المؤكد أن هذا الاسم أو ما يجري مجراه، استعمل دائما للدلالة على كلام يبعث اللذة أو يثير الاهتمام لدى سامعه أو قارئة، ويكون الخلود مصيره، وبناء على ذلك فهو قول أكثر صناعة من الكلام العادي. هناك إذن وعي باللغة في أساس الفعل الأدبي، وحتى إذا لم يستهو التأمل المجرد الكاتب فإن الأدب ينطوي دوما على بعد يتجاوزه كأدب. هذا الخطاب لم يكن موحدا منذ نشأته سواء من حيث غايته أو أشكاله، ولكنه اتخذ اتجاهين مختلفين: التفسير و النظرية في الحالة الأولى يهدف الخطاب إلى توضيح مضامين هذا العمل أو ذاك أو التصريح بها أو تأويلها كالإلياذة، والكتاب المقدس، والأناشيد المقدسة، أما في الحالة الثانية فإن الأمور لا تكون بمثل هذه البساطة، فبدلا من هذا الموضوع، الذي يخلفه لنا التاريخ مبوبا مقسما، لا يرتابنا أي شك في هويته وتحديده، نجد موضوعا يكون من إنشاء الخطاب الذي يصفه.