إن فشل المحادثات الثنائية على مدى الستة عشر عامًا الأخيرة أظهرت أنه لا يمكن للأطراف المتنازعة أن تتوصل بمفردها إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط. وتعتقد الحكومات الإسرائيلية أنه بإمكانها الصمود أمام الشجب العالمي لعدم شرعية مشروعها الاستيطاني في الضفة الغربية طالما أنها تعتمد على الولايات المتحدة لمعارضة أية محاولات لفرض عقوبات علي...
قراءة الكل
إن فشل المحادثات الثنائية على مدى الستة عشر عامًا الأخيرة أظهرت أنه لا يمكن للأطراف المتنازعة أن تتوصل بمفردها إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط. وتعتقد الحكومات الإسرائيلية أنه بإمكانها الصمود أمام الشجب العالمي لعدم شرعية مشروعها الاستيطاني في الضفة الغربية طالما أنها تعتمد على الولايات المتحدة لمعارضة أية محاولات لفرض عقوبات عليها.من جهتها، فإن الحكومة الإسرائيلية تعتقد أن الكونجرس لن يسمح لأي رئيس أمريكي أن يتجاوز هذه الأطر أو أن يطلب من الإسرائيليين القبول بها. والأمل بالنسبة للمحادثات الثنائية التي تستأنف في العاصمة واشنطن في الثاني من سبتمبر معقود على قدرة الرئيس باراك أوباما بأن يبرهن على عدم صواب ذلك.وتركز هذه الدراسة على العقبة الأساسية الأخرى في وجه اتفاق الوضع الدائم: غياب محاور فلسطيني مؤثر وفعال. إن الالتفاف إلى هواجس حماس- ولحماس هواجس مشروعة كما أوضح تقرير سابق صادر عن القيادة الوسطي الأمريكية- ممكن أن يساعد على عودة حماس إلى حكومة إئتلاف فلسطينية توفر لإسرائيل شريك سلام ذا مصداقية.وإذا لم تتولى إدارة أوباما قيادة مبادرة دولية لتحديد أطر اتفاق إسرائيلي- فلسطيني وتعزيز المصالحة الوطنية الفلسطينية، فيتعين على أوروبا أن تقوم بهذا الدور، على أمل أن تستجيب الولايات المتحدة لذلك، وللأسف ليس ثمة حل سحري يضمن تحقيق هدف "إقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام". غير أن سياسة أوباما الحالية تعرقل بشكل مطلق ذلك الهدف.