كان فتى البحرين "طَرَفَة بنَ العبدِ" نموذجاً للفتى الرَّافض، ومثالاً للثَّائر الَّذي يطلبُ التَّغيير. وقد أتينا في هذه الدراسة على شعره في معلَّقته "الدَّاليَّة" - وهي الثَّانية في المعلَّقات السَّبع - فعليها المعوِّلُ في درسِ حياتهِ وأخلاقِه، وحكمته في الحياةِ والموتِ، فاستحقَّ من أجلها أن يفضِّلَه النَّاقدونَ العربُ على سائرِ ...
قراءة الكل
كان فتى البحرين "طَرَفَة بنَ العبدِ" نموذجاً للفتى الرَّافض، ومثالاً للثَّائر الَّذي يطلبُ التَّغيير. وقد أتينا في هذه الدراسة على شعره في معلَّقته "الدَّاليَّة" - وهي الثَّانية في المعلَّقات السَّبع - فعليها المعوِّلُ في درسِ حياتهِ وأخلاقِه، وحكمته في الحياةِ والموتِ، فاستحقَّ من أجلها أن يفضِّلَه النَّاقدونَ العربُ على سائرِ الشُّعراء، لدرجة أنَّ بعضَهم مالَ إلى عدِّه أشهرَ شُعراءِ الجاهليَّة. أوليس هو القائل: سَتُبْدِي لكَ الأَيَّامُ ما كُنْتَ جاهِلاً ويَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ تتناول هذه الدراسة حياة طرفة بن العبد بكل جوانبها وأبعادها الاجتماعية والأدبية، وخصائص شعره، ودراسة معمَّقة لمعلَّقته "الدَّالية" - فنياً وأدبياً وجمالياً - لإظهار ما فيها من قيمٍ إنسانيّةٍ وروائعَ فنيّةٍ ساميةٍ، وفوائد تاريخيَّةٍ عظيمةٍ، بالاعتماد على الآثار الأدبيَّة وأُمَّات المصادر والمراجع. وذلك بأسلوب التَّحليل والمقارنة، حرصاً على استيفاء الموضوع. وقد عُني المؤلف عنايةً خاصَّةً في تحريك الألفاظِ، وشرحِ غريبها، وتفسير المعاني، وجلاء غامضها. والغاية من هذه الدراسة تقديم مادَّة من شأنها أن تُغذِّيَ عقلَ الإنسانِ، وتملأ قلبَه ونفسَه، وتُعدَّه لميدان الحياة؛ وتقديم لبنة جديدة إلى المكتبة العربيَّة تُضافُ إلى لبناتِ صرح الدِّراسات الأدبية القديمةِ على صعيد البحثِ العلميّ.