يضم هذا الكتاب بين دفتيه أيديولوجيا أحد أعلام الفكر العالمي وهو "شارل فورييه". ولد عام (1772) وتوفي عام (1837). كان رجل إقتصاد وفيلسوف فرنسي صاحب نظرية إجتماعية وإقتصادية عُرفت باسمه، شهد خلال حياته تعاقب ثمانية أنظمة سياسية وهي: الملكية المطلقة، والملكية الدستورية والجمعية التأسيسية، والمجلس الإدراي، والقنصلية، والأمبراطورية، و...
قراءة الكل
يضم هذا الكتاب بين دفتيه أيديولوجيا أحد أعلام الفكر العالمي وهو "شارل فورييه". ولد عام (1772) وتوفي عام (1837). كان رجل إقتصاد وفيلسوف فرنسي صاحب نظرية إجتماعية وإقتصادية عُرفت باسمه، شهد خلال حياته تعاقب ثمانية أنظمة سياسية وهي: الملكية المطلقة، والملكية الدستورية والجمعية التأسيسية، والمجلس الإدراي، والقنصلية، والأمبراطورية، وعودة الملكية، وملكية لويس فيليب البورجوازية. وقد أثّرت الحياة السياسية التي عاشتها فرنسا في تلك الأثناء على الحياة الإقتصادية حيث سادت الرأسمالية المركانتيلية محل الرأسمالية الصناعية، وحلت البرجوازية محل النبالة، وبقيت طبقة الفلاحين فقيرة. لهذا تأثر "فورييه" بالأفكار الإشتراكية، ولكنه لم يكن إشتراكياً بالمعنى الدقيق وإنما تأثر بافكار كارل ماركس، وكان يدعو إلى الإتحاد في الإنتاج بطريقة المشاركة الإختيارية وأن تباح لكل شخص العمل حسب قابليته الشخصية وله الحق في تغيير نوع العمل. لقد تصوّر مستعمرة تُدار على شكل هيئة تعاونية بحيث يعيش أفرادها في بناء مشترك ويختص كل منهم بعمل معين بهدف الإبقاء على حياة الجماعة. لقد كتب شارك فورييه في كل ما يهم الإنسان من أمور حياتية كانت محل اهتمامات الناس في تلك المرحلة الإنتقالية التي عاشها النظام الرأسمالي. لهذا نجد أن هذا الكتاب يتضمن شروحات فورييه عن التاريخ والحضارة، وعن الأهواء الجذرية الإثنا عشر عند الإنسان، وتكلم أيضاً عن الفئة غير المنتجة في هذا النظام الحضاري وما هو مصيرها؛ وكذلك أخذت العائلة من اهتماماته فكتب عنها وعن كيفية التربية في ظل المجتمعات الحضارية، ففي حديثه عن المعرفة والعلم وعلاقتها بالدولة يقول: ".. لا يمكن اكتشاف التحولات إلا باعتماد الطريقة المنطقية المنهجية فعلى العقل أن يتفحص بدقة الحضارة المسحوقة بانقسامها فلا يبقى إلا العناصر القادرة على الترابط في المستقبل ...".هذا الكتاب: يجسد مرحلة إنتقالية عاشتها أوروبا مع كل التناقضات التي حملتها الأنظمة السائدة آنذاك والتي جاءت بمجتمع جديد حلت فيه الآلة محل الإنسان، فجاءت أفكاره أو بالأحرى نظريته محاولة لإنشاء نظام إجتماعي – إقتصادي أفضل عن طريق "المثال الصالح" وليس عن طريق الوعظ والإرشاد ...