نبذة النيل والفرات:ولد ثيودورس في انطاكية حوال العام 350 في عائلة ميسورة، وصار اسقف المصيصة عام 392 فيسمّي ثيودورس المصيصي، ومارس تلك المهمة حتى سنة 428، سنة وفاته. درس ثيودورس مع صديقه يوحنّا الذهبي الفم لدى ليبانيوس، معلّم البلاغة الشهير، والوثنيّ الذي ارتيط بعلاقات طيبة مع المسيحيين ولا سيّما مع باسيليوس الكبير. تأثّر بيوحنّا...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:ولد ثيودورس في انطاكية حوال العام 350 في عائلة ميسورة، وصار اسقف المصيصة عام 392 فيسمّي ثيودورس المصيصي، ومارس تلك المهمة حتى سنة 428، سنة وفاته. درس ثيودورس مع صديقه يوحنّا الذهبي الفم لدى ليبانيوس، معلّم البلاغة الشهير، والوثنيّ الذي ارتيط بعلاقات طيبة مع المسيحيين ولا سيّما مع باسيليوس الكبير. تأثّر بيوحنّا فانضمّ الى مجموعة من النسّاك يجتمعون في ضواحي انطاكية ليعيشوا حياة مشتركة بتوجيه ديودورس، اسقف طرسوس العتيد ، وبرفقة كرتيريوس. مارسوا التقشف والصلاة والدرس، ولا سيما دراسة الكتب المقدسة، فخرج من هذه المجموعة ما سوف يسمّى "مدرسة انطاكية".كان ثيودورس اعظم معلّم في انطاكية على مستوى الاهوت وتفسير الكتاب المقدّس. كتب في اليونانيّة فعدّ من اغزر كتاب القرون المسيحية الاولى، وهو لا كتاب المترجم ضمن هذه الصفحات الى العربية وهو يحمل عنوان العظات التعليمية هو العنوان الذي أعطاه الأب ريمون تونو لكتابين كانا منفصلين في الأساس: شروح في قانون الأيمان، شروح في أسرار الكنيسة. هي تضم ستة عشرة عظة. العظات العشر الأولى تتطرق إلى قانون الإيمان، وهي تنتهي في المخطوطات الكاملة على الشكل التالي: "تمت كتابة العظات العشر وهي تشرح قانون الإيمان (أي: نؤمن). ألفها الفاضل والمحب للمسيح مار ثيودورس الأسقف ومفسر الكتب الإلهية".أما العظات الست الباقية فتحدثنا عن الأبانا، وسر المعمودية والقداس الإلهي . يبدأ هذا القسم الثاني كما يلي: "بقدرتك يا ربنا يسوع المسيح نبدأ بشرح الأسرار للطوباوي مار ثيودورس. ساعدني يا رب وأوصلني إلى النهاية. آمين".نحن إذن أمام كتابين مستقلين: شروح في قانون الإيمان، وشروح في أسرار الكنيسة. وهكذا يكون كتابنا في قسمين، مع تعداد العظات بشكل متواصل من العظة الأولى حتى العظة السادسة عشرة.ألقيت هذه العظات بعد سنة 381 التي فيها عقد مجمع القسطنطينية حول الروح المقدس، وقبل أن يصير ثيودورس أسقفا. هذا يعني أنه لم يشارك في المجمع المسكوني، وقد يكون علم برسالة البابا داماسيوس على ما نقرأ في العظة التاسعة.ألقى ثيودورس القسم الأكبر من هذه العظات في انطاكية، على الموعوظين، أي الذين يتهيأون لقبول العماد المقدس في ليلة الفصح. أما العظتان حول القداس فقد تكونان دونتا بعد ذلك الوقت، لأن الشرح الطويل الذي نجده فيهما يتجاوز إمكانية أشخاص جاؤوا من العلم الوثني.هذه العظات دونت في اليونانية، ونقلت إلى السريانية قيل موت ثيودورس، وقبل انعقاد مجمع أفسس .ظلت مجهولة حتى القرن العشرين، ووصلت مخطوطتها إلى انكلترا في منتصف السنة 1931. نشرت مرة أولى بيد منغانا مع ترجمة إنكليزية. ثم صور ريمون تونو النص وقدم ترجمة حرفية إلى الفرنسية. وظهرت سنة 1996 ترجمة فرنسية استفدنا منها من أجل نقلنا النهائي، كما من أجل بعض الحواشي. ونشير هنا إلى الخوري مارون مطر قرأ القسم الثاني من الكتاب، أي شروح في أسرار الكنيسة، وصحح فيه الشيء الكثير.