باعتبار الزواج قلب الرسالة الإلهية وأصل الإنسانية جمعاء، يعلّمنا القرآن أن الرجل والمرأة يمثلان نصفي "نفس واحدة" : {يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيرًا و نساءً و اتقوا الله} (النساء: 1). تبدو هذه الفكرة مخالفة تماما للفكرة المهيمنة حاليا والتي تعتبر "الذكر" بالضرورة متعارضا مع...
قراءة الكل
باعتبار الزواج قلب الرسالة الإلهية وأصل الإنسانية جمعاء، يعلّمنا القرآن أن الرجل والمرأة يمثلان نصفي "نفس واحدة" : {يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيرًا و نساءً و اتقوا الله} (النساء: 1). تبدو هذه الفكرة مخالفة تماما للفكرة المهيمنة حاليا والتي تعتبر "الذكر" بالضرورة متعارضا مع "الأنثى". من هنا رغبتنا في تخصيص هذه الدراسة لموضوع الزوجين. فقد حاولنا من خلال بحثنا فهم تلك الكيمياء التي تجمع هاذين الكائنين المتميزين بتلك الجاذبية التي تجمع بعضهما ببعض. معتبرين فهم الزوجين بمثابة "مفتاح" لتشييد مجتمع اليوم والغد، لقد تمحورت دراستنا لموقع الزوجين في التراث الإسلامي حول خمس مواضيع: الروحانية، والمحبة، والزواج، والحياة اليومية، والجنس. نأمل أن يولّد هذا البحث لدى القارئ الرغبة في المضي قدما في تحليل موضوع العلاقات بين الجنسين في الإسلام. دون الحكم على الأمور ولا ادّعاء امتلاك الحقيقة، يهدف هذا البحث أساسا إظهار ما طُمس من التاريخ الإسلامي، والتأكيد من جديد على حق كل مؤمن ومؤمنة في قراءة وتفسير النصوص المقدسة بنفسه لاكتشاف أسرارها الباطنة. فليس الفكر الروحي جامدا؛ بل يتطور، ويُغذي تغيرات الحياة، ويتجدّد باستمرار.