كل الشكر لكل من ألهمني، سطّر معي تلك الذاكرة، أضحكني في الحاضر، أبكاني بالأمس، شكراً لإعطائي شرف معرفتكم، وها أنا هنا أحاول قليلاً أن أؤرخكم في أرشيفي، أبطال كنتم ومازلتم على خشبة ذلك المسرح، مسرح الحياة!!، كانت رحلة جميلة تلك التي رافقتكم فيها! إلى اللقاء.أما لقرائي، أقول لكل من تحمّلني طيلة هذه الصفحات، لا تيأسوا رغم الألم، لا...
قراءة الكل
كل الشكر لكل من ألهمني، سطّر معي تلك الذاكرة، أضحكني في الحاضر، أبكاني بالأمس، شكراً لإعطائي شرف معرفتكم، وها أنا هنا أحاول قليلاً أن أؤرخكم في أرشيفي، أبطال كنتم ومازلتم على خشبة ذلك المسرح، مسرح الحياة!!، كانت رحلة جميلة تلك التي رافقتكم فيها! إلى اللقاء.أما لقرائي، أقول لكل من تحمّلني طيلة هذه الصفحات، لا تيأسوا رغم الألم، لا تعرفون أبداً كيف تنتهي الأشياء، وأين هي تلك اللقطة المهمة، ففي حياتنا دائماً مُدَناً لم نزرها، أشخاص لم نراهم، طعام لم نتذوقه بعد، لذة لم نجربها! لحن لم نسمعه، و غدٍ أفضل.النهاية لا تأتي أبداً. .الفصل الأول من الرواية : ستة وثمانون يوما،2064 ساعة، 123,840دقيقة، 7,430,400 ثانية.الساعة الآن 9:40 مساء.تعلن الخطوط الجوية الإماراتية عن إقلاع الطائرة المتجهة إلى ....تُنصت مريم بانتباه لكل إعلان عن إقلاع أي رحلة وهي تنتظر موعد طائرتها.تخرج نظارتها لتقرأ كتاباً على أمل أن تنقضي تلك الساعات التي تبعدها عنه.عبد الله الحسين.حب حياتها يبعد عنها ما لا يقل عن 25 ساعة و سبع دقائق, أي 1507 دقيقة.لم تكن تعلم إن كانت أقصر أم أطول رحلة في حياتها ؟ رحلتها إلى أسبانيا .مريم تقرأ وتقرأ ومازالت الساعة التاسعة، لم تمر إلا 12 دقيقة فالساعة الآن 9:52 دقيقة وهي في الصفحة العاشرة من كتابها المفضل (eat, pray, love) لإليزابيث غلبرت. وتفكر كيف أن) ليز) بطلة الرواية لم يمنعها شيء من السعي خلف حريتها ومطاردة رغباتها حول العالم، الله كم هي جريئة ليز.كانت تتمنى رؤيته لتتأكد من حقيقته,هناك اشخاص نحبهم بسبب عدم تأكدنا لوجودهم في الحقيقة من فرط مثاليتهم , كان عبدالله حلمها، بطلها، صاحب تلك الابتسامة التي حين تراها تخفف عنها الكثير ، ستراها بعد قليل، شاردة البال .تسألها فتاة :-لو سمحت كم الساعة ؟ترد مريم بسرور :-العاشرة، إنها العاشرة.تبتسم الفتاة ترى مدى سعادة مريم وترقبها الطويل كلما نظرت لساعتها، فسألتها:-إلى أين أنت ذاهبة؟ردت مريم سارحة، بلا تفكير: لهُ.ثم انتبهت فقالت: أعني إلى برشلونة.كررت الفتاة قول مريم: ( لهُ ؟ ) من هو؟ هل يعلم أنك الآن تنظرين إلى ساعتك خمس مرات في الدقيقة الواحدة؟في البدء أعذري فضولي أنا زين وأنتِ؟ضحكت مريم من فطانة زين وقالت:- مريم محمد.-حسناً، من هو؟! صاحب الظل الطويل؟ خبّريني عنه :- أبسط المخلوقات... إبتسامته تحكي كل شيء عنه، طفل كبير لا يرضى بغير سعادة جميع من هم حوله، الرجل الذي تتمنينه وأنت طفلة، الذي يركض خلفك ليدغدغك، يحضنك ليمسح دموعك، لم أراه منذ فترة، لا أستطيع الانتظار أكثر.قالت زين: الحب مرض، أليس كذلك؟ أحببت كيف لمعت عيناك أثناء حديثك عنه.لا تستغربي أسئلتي ولكني من هواة القصص العاطفية الجميلة وأشكر فيك احترامك لفضولي، وإجابتك على أسئلتي ولكن هل يحبك عبد الله بنصف مقدار حبك له؟فجأة ظهر الحزن على ملامح مريم وقالت بابتسامة صغيرة:_ لا أعلم.ثم استرسلت:-إن الوقت يا زين أكثر عوامل حياتنا سخرية، غريبٌ ما يغيره فينا و ما نفعله فيه، فتأكدنا من مشاعر الغير لا يكمن في محادثاتهم معنا أو خطاباتهم الصغيرة بل عندما ننظر داخل أرواحهم لنعلم ما يخبئون وما أخفاه عنا الزمن.سكتت مريم لثانية ثم أعادت النظر إلى ساعتها التي تشير إلى 10:20 مساء، مرت عشرون دقيقة فقط.سألت زين سؤال آخر لتشغل بال مريم عن الوقت وتقلل من توترها.-حسناً، ماذا سوف ترتدين؟سألت مريم ببعض من الحيرة: ماذا؟! ثم استدركت السؤال.بدأت مريم بالتفكير في السؤال وتستشير زين على أمل أن يهرب الوقت ولكنها رغم ذلك كانت العاشرة بتوقيت الإمارات .- خاتمة الرواية : حقيقة ما قالته حبيبتي أحلام:•نحن لا نشفى من ذاكرتنا..ولهذا نحن نكتب، ولهذا نحن نرسم، ولهذا يموت بعضنا أيضاً.***كل الشكر لكل من ألهمني، سطّر معي تلك الذاكرة، أضحكني في الحاضر، أبكاني بالأمس، شكراً لإعطائي شرف معرفتكم، وها أنا هنا أحاول قليلاً أن أؤرخكم في أرشيفي، أبطال كنتم ومازلتم على خشبة ذلك المسرح، مسرح الحياة!!، كانت رحلة جميلة تلك التي رافقتكم فيها! إلى اللقاء.أما لقرائي، أقول لكل من تحمّلني طيلة هذه الصفحات، لا تيأسوا رغم الألم، لا تعرفون أبداً كيف تنتهي الأشياء، وأين هي تلك اللقطة المهمة، ففي حياتنا دائماً مُدَناً لم نزرها، أشخاص لم نراهم، طعام لم نتذوقه بعد، لذة لم نجربها! لحن لم نسمعه، و غدٍ أفضل.النهاية لا تأتي أبداً. .كونوا بحب ....