لم يَكُن تبقَّل وجهــي بعْدُ.. حينما تذوَّقتُ وإســـتمرأتُ مصيص شعرِ البديــعِ جياكومو ليوباردي ( 1798- 1837) وفلســــفتهِ. كُنتُ في أواخر الرابعـــةَ عـشْــــرَ مـن بقـايا خـبـبِ عُـمري ، وسَــفرَت – بمحــضِ الصُّدفــــةِ آنـذاك قصائدُ ليــــــوباردي بالـلـغةِ الإنجلـيزيةِ ، وتذوّقتها.. فـأسحــرتني صورتهُ الشعرية المؤتـلقة ، وت...
قراءة الكل
لم يَكُن تبقَّل وجهــي بعْدُ.. حينما تذوَّقتُ وإســـتمرأتُ مصيص شعرِ البديــعِ جياكومو ليوباردي ( 1798- 1837) وفلســــفتهِ. كُنتُ في أواخر الرابعـــةَ عـشْــــرَ مـن بقـايا خـبـبِ عُـمري ، وسَــفرَت – بمحــضِ الصُّدفــــةِ آنـذاك قصائدُ ليــــــوباردي بالـلـغةِ الإنجلـيزيةِ ، وتذوّقتها.. فـأسحــرتني صورتهُ الشعرية المؤتـلقة ، وتــشاؤمهُ الميتــافيزيقيّ الذَّاهِلَ ، وتأمُّلهُ الشَّاسـعُ الأُفـق في الطَّــبيعةِ وسحرِهـــا.. فأخـذتُ أتذوَّقُ بنـهمٍ فحـو أعمالهِ وقَصـائدهِ ، وأســـتوقفـتــني أيـامٌ طوالٌ قصيدتهُ الرائجةِ البديعة ِ: الأبديَّـةُ / l'infinito حينها غازلتـني فكرةٌ؛ والتي بــسببهـا ترجمـتُ هذا العملِ البديعِ السّاحرِ : وهــي أن أدرُس اللغــةُ الإيطاليــة ؛ لأتــرجمُ قصائدهُ اليانعــةَ لـلغةِ العربيةِ. ليتذوَّقها كـلُّ إنسان يُفكّرُ باللغةِ العربيةِ ويتحدَّثُ بها، وكل من يهيمُ بالخيالِ الشّـعري والتأمُّل في شتي تجلّياتهِ.