بلغت النزعة الإنسانية قمة قوتها مع ميلاد عصر النهضة الذي زعزع أركان عالم العصور الوسطى وشيد مكاه عالماً جديداً، عالم يتسيده الإنسان ويحدد معالمه العقل البشري، فلقد آمن الناس في العصر الحديث بقدرة الإنسان على تحقيق التطور والتقدم، ولم تعد فكرة العناية الإلهية هي الفكرة الموجهة للتاريخ الإنساني، وإنما أصبح الفعل الإنساني أو الجهد ...
قراءة الكل
بلغت النزعة الإنسانية قمة قوتها مع ميلاد عصر النهضة الذي زعزع أركان عالم العصور الوسطى وشيد مكاه عالماً جديداً، عالم يتسيده الإنسان ويحدد معالمه العقل البشري، فلقد آمن الناس في العصر الحديث بقدرة الإنسان على تحقيق التطور والتقدم، ولم تعد فكرة العناية الإلهية هي الفكرة الموجهة للتاريخ الإنساني، وإنما أصبح الفعل الإنساني أو الجهد البشري هو القوة التي تحرك التاريخ. والحق أن النزعة الإنسانية استمرت وواصلت تأثيرها عبر التاريخ الحديث وبلغت قمة مجدها في القرنين التاسع عشر والعشرين، وتعد الفلسفة البرجماتية أحد تلك التيارات الفلسفية التي جسدت بحق أفكار ومبادئ تلك النزعة الإنسانية خاصة عند وليم جيمس وجون ديوي، وهذا البحث يتتبع بالتحليل والدراسة النزعة الإنسانية في فكر جيمس وديوي. ولأن النزعة الإنسانية عندما ترتبط بمجمل فكرهما، لذلك كان لابد وأن نتعرض لموقف كل منهما من الدين والأخلاق والإنسان.