"ابن زرعة" مؤلف هذا الكتاب، هو أحد أشهر النقلة والمترجمين، بل إنه أحد أهم الشراح الذين قدموا شرحاً وافياً على نصوص أرسطو، ولا سيما في المنطق وهو ينتمي إلى المرحلة الثالثة من مراحل حركة النقل، وله مصنفات عديدة في الفلسفة والطبيعيات والشريعة.وقد عرف عنه أنه تجاوز التقليد المتبع وقدم المنطق بحلة جديدة يبرز فيها أثره ودقته. فهو يقوم...
قراءة الكل
"ابن زرعة" مؤلف هذا الكتاب، هو أحد أشهر النقلة والمترجمين، بل إنه أحد أهم الشراح الذين قدموا شرحاً وافياً على نصوص أرسطو، ولا سيما في المنطق وهو ينتمي إلى المرحلة الثالثة من مراحل حركة النقل، وله مصنفات عديدة في الفلسفة والطبيعيات والشريعة.وقد عرف عنه أنه تجاوز التقليد المتبع وقدم المنطق بحلة جديدة يبرز فيها أثره ودقته. فهو يقوم بعرض كل قسم من أقسام المنطق عرضاً وافياً يبني فيه غاية الكتاب والمنفعة الحاصلة عنه. ويتضح هذا الأسلوب في هذه المخطوطات الثلاث التي يجمعها هذا الكتاب، إذ يوضح أن الغاية من كتاب العبارة هو الكلام في صورة القول الجازم البسيط الحملي التي هي أقسام الصدق والكذب، وهو يستوفي الكلام في القياس. أما كتاب القياس فهو يهدف إلى النظر في صورة القياس المطلق. وأما كتاب البرهان فغايته النظر في صورة المقدمة البرهانية.وتتجلى هنا مهارة ابن زرعة إذ جمع المسائل المنطقية ولخصها تحت مواضيع متناسقة ومتسلسلة منطقياً وفقاً لتصورات أرسطو. وأصل هذا الكتاب مخطوطات ثلاث اعتمد المحققان في تحقيقها منهجاً علمياً إذ قاما بتبويب النص وقسماه إلى أبواب وفصول، وقسما الفصل إلى فقرات والفقرة إلى جمل مقطعة.كما عمدا إلى ضبط النقاط، والقواطع، وقاما بمقارنة المعاني فاعتمدا الأصح منها، ووضعا عناوين إضافية لإرشاد القارئ إلى أبرز مواضيعه ضمن كل مسألة، ووضعا في آخر الكتاب فهرساً للمصطلحات المنطقية لكي تتوفر للقارئ مادة تمكنه من المقارنة بين مصطلح أرسطو الأصيل والبعد الذي اكتسبه في اللسان العربي.