لا خلاف في أن السينما الفرنسية هي من أغنى السينماءات، وأعرقها، وأكثرها تنوعاً، في التاريخ العالمي للفن السابع. فهي تعود إلى جذور نشأة هذه الظاهرة على أيدي الأخوين لوميار وجورج ميلياس. غير أنها تبقى الأصعب، أيضاً، في ضبطها ضبطاً شاملاً، وفي تاريخها وآفاقها.إنها سينما تتعدد تحديداتها وأوصافها بتعدد مخرجيها. وفي هذا السياق، لا وجود...
قراءة الكل
لا خلاف في أن السينما الفرنسية هي من أغنى السينماءات، وأعرقها، وأكثرها تنوعاً، في التاريخ العالمي للفن السابع. فهي تعود إلى جذور نشأة هذه الظاهرة على أيدي الأخوين لوميار وجورج ميلياس. غير أنها تبقى الأصعب، أيضاً، في ضبطها ضبطاً شاملاً، وفي تاريخها وآفاقها.إنها سينما تتعدد تحديداتها وأوصافها بتعدد مخرجيها. وفي هذا السياق، لا وجود لهوليود فرنسية من شأنها أن تشكل القاسم المشترك، وتحدد العلامات وتضمن الإحالات. فالأمر يتعلق بتعاقب موجات جديدة لا تتعادل في استقطاب الجمهور، ولا في طريقة استقبال النقد لها. وفي الواقع, لم تشهد فرنسا تيارات سينمائية، أو مدارس، أو اندفاعات قابلة للمقارنة من حيث استمراريتها، بموجة الواقعية الجديدة أو كوميديا النقد الاجتماعي، في إيطاليا.ذلك أن المخرجين الفرنسيين يتحركون وينتجون ضمن الزمن الذي يأسرهم من دون أن يندمجوا في ديمومة واحدة، بل نجدهم يذهبون بالعكس، إذ يسعى كل بمفرده، بموهبة وثابرة وعناد، إلى العمل على تفجير مجرة السينما، انطلاقاً من العمل المتفرد.ترى بم تحلم الشاشة الفرنسية؟ هذا ما سعينا إلى الكشف عنه وإدراكه وتحديده من خلال هذه الحوارات. ثمة نزعة إلى المغامرة... واختيار غير منهجي، لكنه يتكرر ضمن الاستقلالية... وبحث واستقصاء عن فضاءات داخلية رحبة... وذاكرة مسلطة على المستقبل. وكم من ذكريات تظل تسكن الحاضر. ويعود كل ذلك أساساً إلى التلفاز، وبرامجه التكريمية، ونواديه السينمائية، وبثه لسلسلة أعمال المخرجين، تماماً كما يمكننا القول إننا مدينون به للمكتبات السينمائية، وللفيديو حالياً.كل مخرج فرنسي هو فارس متوحد. ومع ذلك، ما زالوا، الواحد تلو الآخر، ومنذ مائة سنة، يعززون ذبذبة الموجة الأعلى, خمسة وستون منهم يفسرون، هنا السينما الفرنسية.