لم يوقف الشريعة الإسلامية أوامره ونواهيه على تعبدية محضة، بل جعل ما شرعه من عبادات ومعاملات بأغراض وأسرار شرعية تبين المغزى من التشريع، لأن الشريعة تخاطب العقول والعقول مجبلة بمعرفة كنه ما يخاطب به وهو مبني على معرفة القصد والحكمة من التشريع في الأوامر والنواهي ولهذا يقول عبد الملك الجويني: "ومن لم يتفطن لوقوع المقاصد في الأوامر...
قراءة الكل
لم يوقف الشريعة الإسلامية أوامره ونواهيه على تعبدية محضة، بل جعل ما شرعه من عبادات ومعاملات بأغراض وأسرار شرعية تبين المغزى من التشريع، لأن الشريعة تخاطب العقول والعقول مجبلة بمعرفة كنه ما يخاطب به وهو مبني على معرفة القصد والحكمة من التشريع في الأوامر والنواهي ولهذا يقول عبد الملك الجويني: "ومن لم يتفطن لوقوع المقاصد في الأوامر والنواهي فليس على بصيرة في وضع الشريعة" البرهان في أصول الفقه. والفقيه الحق هو من يعرف القصد من التشريع كلا وجزءًا، يقول ابن تيمية: "من فهم حكمة الشارع كان هو الفقيه حقَّاً" بيان الدليل على بطلان التحليل: صـ351. ويقول: "خاصَّة الفقه في الدين...معرفة حكمة الشريعة ومقاصدها ومحاسنها" الفتاوى: 11/354. ومن مقاصد الشريعة الإسلامية في العبادات، مقاصد الصيام، هذه العبادة الكريمة الزكية التي تزكي العقول والنفوس والأبدان.