وبعد فقد بادرت جامعتنا العتيدة، جامعة القرويين التي أتشرف بالتدريس في احدى كلياتها - كلية الشريعة بفاس - بادرت بقيادة عميدها الجليل العلامة السيد الحاج أحمد بنشقرون، الى اقامة حفل تكريمي، بمناسبة حصولي على دكتوراة الدولة في العلوم الاسلامية، في الحديث وعلومه.وكانت رغبة العميد أن يبتدئ الحفل بالقاء محاضرة علمية، بمدرج القاضي عياض...
قراءة الكل
وبعد فقد بادرت جامعتنا العتيدة، جامعة القرويين التي أتشرف بالتدريس في احدى كلياتها - كلية الشريعة بفاس - بادرت بقيادة عميدها الجليل العلامة السيد الحاج أحمد بنشقرون، الى اقامة حفل تكريمي، بمناسبة حصولي على دكتوراة الدولة في العلوم الاسلامية، في الحديث وعلومه.وكانت رغبة العميد أن يبتدئ الحفل بالقاء محاضرة علمية، بمدرج القاضي عياض بالكلية، فكانت هذه المحاضرة التي أنشرها اليوم للناس في موضوع :«منهج الامام البخاري في علم الحديث»والتي كانت رداً جميلا على تحية الكلية وتكريمها، واحتفاء علماء القرويين وخريجيها، والمجلس العلمي بها، هذا التكريم الذي طوقت به جيدي، والذي سأظل أعتز به مدى حياتي.وقد سعت كثير من المجلات إلى نشر هذه المحاضرة، في المغرب وغيره، مثل «دعوة الحق» و «مجلة دار الحديث الحسنية» و «مجلة كلية اصول الدين» بجامعة الامام محمد بن سعود بالرياض - المملكة العربية السعودية وغيرها، وذلك بعد أن أذاعتها الاذاعة المغربية ضمن سلسلة محاضرات الجامعة.ثم رغبت الى مطبعة المعارف الجديدة، أن تقوم بنشرها في كتاب خاص، وها أنذا أنشرها استجابة وتحقيقا للرغبة الملحة، كي يستفيد منها طلابنا وأصحاب الدراسات الاسلامية، ويقبلوا على الثرات الاسلامي الكريم، ويتعلموا من هذا الجهد العظيم، الذي تركه أجدادنا وعلماؤنا، ويحققوه ويدرسوه وينشروه، فيستفيدوا ويفيدوا من هذا المنهج العلمي الفريد، وخاصة في علم الحديث، الذي ظل ومازال نموذجا للجهد العلمي المخلص، الذي رسمه جيل الرواد من علمائنا ومفكرينا المبدعين، وفي مقدمتهم الامام البخاري رحمه الله، مما دفع علماء الأمم الأخرى الأقدمين والمعاصرين إلى الاقبال عليه ودراسته والانبهار بآثاره، حتى قال «مرغليوت» : « ليفتخر المسلمون بعلم حديثهم».فإليهم جميعا، وإلى كل دارس، وطالب علم، ومتخصص، أقدم هذا الجهد المتواضع، في هذه المحاضرة التي سأظل أعتز بها، والتي أرجو أن تكون الاستفادة منها عميمة، والفائدة متواصلة.والله أسأل أن يجعله عملا خالصا لوجهه الكريم، وان يحقق به النفع العميم، والرجاء العظيم، وأن يهبه نعمة القبول والاقبال، وأن يربط به الصلة والاتصال بين الأجيال، فيتجدد العطاء والابداع، ونتجه نحو تصحيح المسار، وعلى الله قصد السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل