“···· وبالنظر إلى ما راح يلوي بالعالم، ويُعنف بـ “أنساقه الفكرية”، لا يبدو غريبا أن نتحدث عن “هوية” أو “هويات قاتلة”· و”ليست هناك وثيقة من وثائق الحضارة دون أن تكون في الوقت ذاته وثيقة من وثائق “البربرية” أو “الهمجية” ثم “إن حالة الطوارئ التي نعيشها ليست الاستثناء بل القاعدة” كما يقول فالتر بنيامين (“مقالات مختارة”، ص 198)·ويستن...
قراءة الكل
“···· وبالنظر إلى ما راح يلوي بالعالم، ويُعنف بـ “أنساقه الفكرية”، لا يبدو غريبا أن نتحدث عن “هوية” أو “هويات قاتلة”· و”ليست هناك وثيقة من وثائق الحضارة دون أن تكون في الوقت ذاته وثيقة من وثائق “البربرية” أو “الهمجية” ثم “إن حالة الطوارئ التي نعيشها ليست الاستثناء بل القاعدة” كما يقول فالتر بنيامين (“مقالات مختارة”، ص 198)·ويستند إدمون عمران المليح، في “خرائطيته” الكتابية، إلى مرجعية فلسفية تقع في مقدمها تصورات مدرسة فرانكفورت التي تصدت، وسواء في مرحلة التأسيس الأولى أو في المرحلة الأمريكية أو مرحلة العودة إلى ألمانيا، لجميع أشكال البربرية والتشييء والتسلطية والتوتاليتارية··· أو بكلام حنا أرندت الجامع: “الشر المحض” (Le Mal Radical) الذي أفضت إليه “الثقافة” ذاتها كما يشرح أحد أعضاء المدرسة تيودور أدورنو في واحدة من أجمل مقالاته “نقد الثقافة والحضارة” التي كتبها في إثر الحرب العالمية الثانية وتداعياتها “النازية”، تلك المقالة التي كانت في أساس “النقد الثقافي” الذي نحاول أن نفيد منه في هذه الدراسة·