تقول الكاتبة «إنها أسئلة مطلقة مفتوحة، واحتمالات مهدرة، وإجابات من دون نقاط ختام»، وأن الشعر في محصلة رؤاها لا يُنضج السؤال ولا يُكمل الإجابة، وأنها مارست الكتابة في البداية كجرم تتحاشى الاعتراف به خشية أن يغفر فينتهي المعنى من التسجيل المكتوب. وعن خلاصها من مواجهة جدار الرجل وخيبات الأنثى عبر نصوصها، تقول العيد: «قيدت نصوصي بعن...
قراءة الكل
تقول الكاتبة «إنها أسئلة مطلقة مفتوحة، واحتمالات مهدرة، وإجابات من دون نقاط ختام»، وأن الشعر في محصلة رؤاها لا يُنضج السؤال ولا يُكمل الإجابة، وأنها مارست الكتابة في البداية كجرم تتحاشى الاعتراف به خشية أن يغفر فينتهي المعنى من التسجيل المكتوب. وعن خلاصها من مواجهة جدار الرجل وخيبات الأنثى عبر نصوصها، تقول العيد: «قيدت نصوصي بعناوين مجهولة كي لا تصل. سميت الأشياء بما فيها أنا بغير أسمائها، كحيلة غير بريئة لمواجهة اللوم وقيود السائد»، وما إذا كانت وصلت إلى أمانها منذ أول كلمة أطلقت رصاصتها، ذكرت أن حيل اللغة صنعت النجاة من المحاكمة، وهذه فضيلة تدين بها للغة، ولم تكن طريقتها الخاصة، بل سبقنها إليها شاعرات مهمات هن «خديجة العمري، وفوزية أبوخالد، وأشجان هندي، وهدى الدغفق»، وتضيف أن الحذق اللغوي للشاعرات وهبها حرية للحضور، مضيفة: «وأورثني لذة لم تبلغ اكتمالها بعد، فالظهور عتق لا يتأتى إلاّ برفض. أصبحت اللغة كوني الأثير، أتصاعد فيه نشيداً حيناً، وحيناً أسقط في فخ التجربة الناقصة»، وتؤكد أنها ليست مهمومة باتخاذ شكل محدد لنصها: «أكتب لأني بحاجة إلى الكتابة، لا لأني قادرة على فعل ذلك»، وترى في أدواتها العجز أمام الكائنات والعالم، وأنها ما زالت تشحذ القدرات، كما وصفت محاولاتها، فبحسب تصورها أن «الممارسة الأدبية تستدعي الخلق والتطوير، بينما الشعر يعتمد على درجة القشعريرة التي تبعثها القصيدة من خلال الثورة على الرتابة والمتوقع والشكل الواحد، فالأجناس الأدبية متشعبة، ولكنها متجانسة إلى حد التورط فيها واحداً تلو الآخر، من دون الشعور بحال التحول إلاّ من خلال نمو أدواتك».