الغاية من هذا الكتاب هي بيان مراحل تطور الفكر الغربي منذ القرن السادس عشر الميلادي وحتى عصرنا الحاضر والذي شمل حقول الفلسفة والإجتماع والإقتصاد والعلوم، وكان أساساً للنهضة الحديثة في الغرب والتقدم العلمي والتكنولوجي في العالم، وكذلك بيان أسباب الأزمة التي لازمت الفكر العربي خلال هذه الفترة وكيفية التصدي لها ومعالجتها.كان القرن ا...
قراءة الكل
الغاية من هذا الكتاب هي بيان مراحل تطور الفكر الغربي منذ القرن السادس عشر الميلادي وحتى عصرنا الحاضر والذي شمل حقول الفلسفة والإجتماع والإقتصاد والعلوم، وكان أساساً للنهضة الحديثة في الغرب والتقدم العلمي والتكنولوجي في العالم، وكذلك بيان أسباب الأزمة التي لازمت الفكر العربي خلال هذه الفترة وكيفية التصدي لها ومعالجتها.كان القرن السادس عشر نقطة الإنطلاق في هذا الزخم الفكري، وكان المحرك لهذا الإنطلاق إنعتاق أوروبا من القيود الفكرية والإجتماعية التي فرضتها عليها الكنيسة، والتي كانت تكبل العقل وتحد من فعاليته، والفضل في ذلك كان للحركة التصحيحية التي قام بها رجل الدين الكاثوليكي الألماني "مارتن لوثر" الذي تمرد على الكنيسة وفروضها الدينية والإجتماعية الصارمة.إن توقف العقل العربي عن الإنتاج عائد لعاملين رئيسين: أولهما: الحكم الفردي الشعوبي الذي سيطر على المنطقة لفترة تقارب الألف سنة؛ وثانيهما: الإنغلاق الفكري الناجم عن المفاهيم الدينية البعيدة عن جوهر الدين وأهدافه، والتي سيطرت على عقول الناس وألهتهم بنصوص جامدة او بفتاوى وفرائض دينية شكلية وتأويلات للنصوص مغرضة، كما ساعد على ذلك التزاوج المصلحي بين المؤسسة الدينية والسلطة الحاكمة.