الاتصال أساس النشاط العلمي

نبذة النيل والفرات:لعل من أهم ما يميز هذا الكتاب أنه قد وفق فعلاً في الاقتراب من مجالات اهتمام المكتبيين والقائمين على تنظيم خدمات المعلومات، حيث نجح في اختيار وطرح الأسئلة التي ينبغي أن تشغل بالهم في هذه المرحلة من مراحل تطور النظر في نظم المعلومات". ما الغاية التي نهدف إليها من البحث عن المعلومات؟ ما هي الطريقة التي يجب إتباعها للبحث؟ وكيف نتمكن من القيام بتجهيز المعلومات؟ فيقدم الكاتب المتخصص في علم النفس والذي يعمل بمركز بحوث الاتصال العلمي، الأساليب المنهجية الضرورية للرد على هذه الأسئلة.يجد القارئ في القسم الأول من هذا الكتاب، دراسة عن دور الاتصال العلمي في إجراء البحوث وإنتاج المعلومات العلمية، وهو فصل يتضمن كل ما يتعلق بانتاج المعلومات، وكيفية تحويلها إلى شكل قابل للإيصال، وطرق إيصالها، وأنماطها، كما تحديد دوافع هذا الاتصال، وأهدافه وما إلى ذلك.ينتقل في الفصلين الثاني والثالث إلى البحث في مرحلة بث المعلومات، بدءاً عن طريق الاتصال الشفوي من خلال الندوات واللقاءات العلمية على أنواعها، ثم عن طريق الكتابة من خلال التقارير والنشرات والمذكرات المختلفة وغيرها، ومن ثم توثيقها ونشرها. يتناول أيضاً "مقالات الدوريات" التي يعتبرها "أهم منافذ الاتصال العلمي".في الفصل الرابع يبحث المؤلف في مرحلة تجهيز المعلومات بعد نشرها، "ومن شأن عمليات التجهيز هذه أن تحول المعلومات إلى معرفة، وهي تشمل التكشيف والاستخلاص والاستشهاد بالمقالات في الأعمال العلمية الأخرى، وأنماط الاستشهاد المرجعي في الانتاج الفكري".أما الفصل الخامس فهو عبارة عن "محاولة لتوعية المكتبيين بما لنتائج دراسات الاتصال العلمي من أهمية في تطوير أدائهم"، وأنه "لكفالة فعالية خدمة المعلومات، يجب التعرف على الوسط أو المجتمع المراد خدمته"، وهنا تكمن أهمية إجراء الدراسات الاجتماعية اللازمة.يتضمن القسم الثاني من هذا الكتاب،"عشرة ملاحق يضم كل منها تقريراً عن أحد البحوث التي تتناول جانباً أو أكثر من جوانب الاتصال العلمي"، قام بها عدد من الباحثين في هذا المجال.دراسة علمية قيمة عميقة المضمون، في منهجية منطقية وسهلة التطبيق، في هذا الكتاب الذي لا بد من قراءته لمعرفة مفاتيح آلية العالم الحديث والذي بات مفهوم "الاتصال" فيه أساساً لسرعة نقل المعرفة ولتسريع وتيرة تطورها.