لم تشكّل أعمال سعيد عقل حتى الساعة موضوع تحقيق منتظم ومعمَّق من قِبَل النَّقد الأدبيّ والجامعيّ. إذ باتت الآراء حول شعره والمكان الذي يشغله في الشِّعْر العربيّ المعاصر مبْهَمة وذاتيّة. فبين مديح مُغالٍ واتّهام جارح، لم تجد أعماله مكانتها المناسبة. فالتَّحيُّر الذي يَسِمُ موقف النقد تُجاه الانتماء الحقيقي لسعيد عقل إلى مدرسة أدبي...
قراءة الكل
لم تشكّل أعمال سعيد عقل حتى الساعة موضوع تحقيق منتظم ومعمَّق من قِبَل النَّقد الأدبيّ والجامعيّ. إذ باتت الآراء حول شعره والمكان الذي يشغله في الشِّعْر العربيّ المعاصر مبْهَمة وذاتيّة. فبين مديح مُغالٍ واتّهام جارح، لم تجد أعماله مكانتها المناسبة. فالتَّحيُّر الذي يَسِمُ موقف النقد تُجاه الانتماء الحقيقي لسعيد عقل إلى مدرسة أدبية محدّدة، رومنطيقية أو رمزية، يقابله موقف قاطع لجهة عدم الرَّغبة في تصنيفه من بين الشُّعراء المحدثين. بذلك أصبح شعر سعيد عقل ظاهرةً غير قابلة للتَّصنيف، تُحاكي فُرادتها شخصيته الفذّة.لقد تمكّن شعر سعيد عقل من خلال مضمون أعماله وبناها العروضية وصورها ولغتها أن يخلق تماسكًا وتجانسًا نادرًا ما بلغهما الشعراء العرب في القرن العشرين. لذا نجد صعوبة في تصنيفه داخل تيّار محدّد، إنَّه ينتمي إلى كلّ التيّارات وليس إلى تيّارٍ واحد. فسعيد عقل ليس رومنطيقيّاً بحتاً، ولا رمزيّاً بحتاً، ولا پرناسيًّا بَحْتًا. إنّه أحد أوائل الشُّعراء الحقيقيّين في مجال الحَداثة الشعريّة.