تتميز قصائد الشاعرة اللبنانية هدلا القصار، بتنوع لافت في تجربتها كما في أسلوبها الشعري، الذي يبدو كنبتة برية لا يطرق تساؤلات حول مصدره بقدر ما يدفع إلى التأمل في تكنيكها الخاص. فهي تهيمن على القارئ منذ اللحظة الأولى وحتى الناهية تحرك صورها بحذاقة بارعة، لتستعيد خلق تفاصيل علاقاتها بالأزمنة واللحظات والأمكنة واضعة القارئ بين الحق...
قراءة الكل
تتميز قصائد الشاعرة اللبنانية هدلا القصار، بتنوع لافت في تجربتها كما في أسلوبها الشعري، الذي يبدو كنبتة برية لا يطرق تساؤلات حول مصدره بقدر ما يدفع إلى التأمل في تكنيكها الخاص. فهي تهيمن على القارئ منذ اللحظة الأولى وحتى الناهية تحرك صورها بحذاقة بارعة، لتستعيد خلق تفاصيل علاقاتها بالأزمنة واللحظات والأمكنة واضعة القارئ بين الحقيقة والألم والسخرية. لنا أن نرى في هذه التجربة المميزة، فرادة اشتغال على القصيدة. كتفوق الشعر على نفسه، فالشعر هنا مأخوذاًَ في لحظته، أو حالته، اقتحامه، وتفجره، دونما عناء أو تكلف في الصنعة، حتى ليبدو كما لو أن القصيدة هي التي تلد ذاتها دونما تعسر يستدعي تدخل القابلة، أنها تخيط فكرتها بالخوض في الواقع الخاص وإيقاعاته وكأنها، ترخي الهام أصابعها لتتغنى بنبضها فهي تدخل صهيل كلماتها في لحظات عالمها بصور رؤيتها الجمالية على إيقاع لحظاتها في الحياة التي لا تبحث عن حذاقة إحداثها.