يتساءل المؤلف: لماذا حين تسقط الأيديولوجيات والدول القائمة عليها على مر التاريخ فإنها لا تعود لتنهض مرة اخرى، باستثناء أيديولوجيا الدولة الاسلامية التي انتهت مع سقوط الخلافة العثمانية وبروز الدولة القطرية العلمانية المستبدة ، ولكنها عادت مجددا للنهوض في العقدين الاخيرين ، وبتسارع اكبر بعد الربيع العربي ؟كما يطرح المؤلف في هذا ال...
قراءة الكل
يتساءل المؤلف: لماذا حين تسقط الأيديولوجيات والدول القائمة عليها على مر التاريخ فإنها لا تعود لتنهض مرة اخرى، باستثناء أيديولوجيا الدولة الاسلامية التي انتهت مع سقوط الخلافة العثمانية وبروز الدولة القطرية العلمانية المستبدة ، ولكنها عادت مجددا للنهوض في العقدين الاخيرين ، وبتسارع اكبر بعد الربيع العربي ؟كما يطرح المؤلف في هذا الكتاب رؤيته لشكل الدولة الإسلامية التقليدية في صيغتها القديمة باعتبارها نظاما يحتوي على قدر من التوازن المعنوي بين السلطة السياسية من جهة وطبقة العلماء المفسرة للشرع والحامية له من جهة أخرى ، وأن مرحلة الاصلاحات العثمانية أقصت طبقة العلماء تحت مبرر بناء مؤسسات دستورية وتشريعية موازية، ولكنها جمدت هذه المؤسسات بعد فترة وجيزة، وهو ما أدي إلى تغول السلطة التنفيذية واستبدادها بشكل غير مسبوق، وبرز هذا التغول بعد ذلك بشكل أكثر وضوحا في الدولة العربية القطرية العلمانية المستبدة .ثم يطرح المؤلف تحليله لأسباب عودة فكرة الدولة الاسلامية ونهوضها مجددا باعتبارها شكلا من أشكال الرغبة في استعادة التوازن والسعي نحو العدالة، معتبرا أن دعوة الحركات الاسلامية إلي استعادة الشريعة لدورها في السياسة هو رد علي الخلل الدستوري الناتج من إقصاء دولة العلماء الذي جعل السلطة التنفيذية في الدولة الحديثة قوة مستبدة غير خاضعة للرقابة .