أن السنوات الثلاث التى قضيتها وراء جدران القصر الرئاسة، ومتجولا فى مختلف انحاء مصر، وبعض الدول العربية والاجنبية فى الجولات الخارجية للرئيس السابق/المخلوع حسنى مبارك، ربما كانت الاهم فى كل سنوات حكمه الثلاثين، ليس فقط بحكم ما شهدته من أحداث، وانما أيضاً– وربما هذا هو الأهم- بحكم ما احتوته من تحديات وتحركات وأيضاً اخطاء عجلت بنها...
قراءة الكل
أن السنوات الثلاث التى قضيتها وراء جدران القصر الرئاسة، ومتجولا فى مختلف انحاء مصر، وبعض الدول العربية والاجنبية فى الجولات الخارجية للرئيس السابق/المخلوع حسنى مبارك، ربما كانت الاهم فى كل سنوات حكمه الثلاثين، ليس فقط بحكم ما شهدته من أحداث، وانما أيضاً– وربما هذا هو الأهم- بحكم ما احتوته من تحديات وتحركات وأيضاً اخطاء عجلت بنهاية رجل، كان من الممكن ان يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، فإذا به يدخل قفص الاتهام على سرير طبي!.. وحولته من واحد من اطول الحكام بقاء في السلطة، الى أول "فرعون" يحاكمه شعبه! من هنا فإننى أكتب هذه السطور لأننى لا اريد ان أكون كاتماً لشهادة، او شيطاناً اخرس، فقد شاء القدر لى ان اكون شاهدا ولو على جانب يسير من تاريخ مصر، وربما من الخيانة لأمانة القلم والمهنة والضمير ولحكمة القدر أيضاً ان اكتم ما لدى، وربما يكون ما لدى لا شئ اذا ما قورن بحقائق الامور، او بما لدى اخرين ممن آثروا الصمت وآووا الى الظل بإرادتهم، كل ما أحاول أن اقدمه هو إحداث "ثقب " في جدار الصمت الذي يفصلنا عن كثير من الحقائق، وقد يغضب ما تتضمنه تلك الصفحات البعض، وقد يرضي البعض الآخر، لكنني– مخلصاً- لا أسعى الى إرضاء طرف ما، أو إثارة غضب طرف آخر، إنما فقط أحاول أن ألقي نقطة نور في بحر من الظلمات، فيرضى من يرون النور بعد طول ظلام، وليغضب من يريدون أن يبقى الظلام. ولعل ما أقدمه فى قادم الصفحات يشجع من لديهم "الكثير" ليقدموا روايتهم ورؤيتهم لتلك الفترة الحاسمة من تاريخ مصر، حتى لا نكرر اخطاء الماضي وننساق وزراء المزورين والمفبركين الذين هم فى الحقيقة "شاهد ما شافش حاجة"!! ومن أجل الحقيقة أيضاً ينبغى ان أقول أن ما تحويه الصفحات القادمة يمثل جهداً شخصياً خالصاً، لا أهدف به الى التأريخ، فهذا أمر أكبر وأشق من أن يقوم به شخصي الضعيف، لكن السطور التى بين أيديكم يمكن ان تكون "رؤية من قريب" لأيام مهمة من حياة مصر، عايشتها ورغبت فى تسجيلها، قبل ان يطمسها غبار الأيام والأحداث.