رفض خديجة للفتيات المتعلمات ناتج عن شخصيتها الضعيفة واعتقادها الخاطئ اتجاههن، فهي تظن أن كل فتاة متعلمة لا يمكن إلا ان تكون متمردة على حماتها بل وتزداد شراسة ذلك التمرد إذا كانت العروس عاملة. ورغم قناعتها الراسخة إلا أنها لم تتجرأ يوما بالبوح عن أفكارها امام كبير ابناءها، لادراكها العميق انَ هذا الاعتقاد هو في الواقع حجة واهية و...
قراءة الكل
رفض خديجة للفتيات المتعلمات ناتج عن شخصيتها الضعيفة واعتقادها الخاطئ اتجاههن، فهي تظن أن كل فتاة متعلمة لا يمكن إلا ان تكون متمردة على حماتها بل وتزداد شراسة ذلك التمرد إذا كانت العروس عاملة. ورغم قناعتها الراسخة إلا أنها لم تتجرأ يوما بالبوح عن أفكارها امام كبير ابناءها، لادراكها العميق انَ هذا الاعتقاد هو في الواقع حجة واهية وغير مؤسسة بتاتاً. في اليوم الذي قررت فيه تزويج ابنها اجتهدت العجوز خديدجة في البحث عن امرأة تتميز بشخصية ضعيفة بل عليها ان تكون أضعف منها حتى يتسنى لهذه الأم تحكيم سيطرتها في البيت، وقد ارست رحلة البحث عن العروس ’المميزة’ رحالها على بنت ’بوجمعة القهواجي’ فهي فتاة راضخة وابنة امرأة تحترم العجائز وتجاملهن كثيراً، أم العروس سعت بدورها للاقتراب من العجوز لحاجة في نفسها، حتى تمكنت بدهائها ومداهمتها من الإستلاء على عاطفة ’خديجة الواعرة’ ، هذه الأخيرة لم تنتظر طويلا لتعلن لولدها عن اختيارها للبنت مرغمة ولدها على الزواج من بنت ’ بوجمعة القهواجي’.. تتصاعد أحداث هذه القصة الإجتماعية في كنف قرية من قرى الجزائر حيث يظهر الكاتب مدى تحجر عقلية الأباء في بعض الأحيان وكيف يستميت الأبناء في المحافظة على اختياراتهم تماماً مثل ابن خديجة الذي فاجأ والدته برفضه القاطع لاختيارها غير مبال بحججها الواهية وقد لمست الأم من ولدها كثيراً من ثقته بنفسه..