ترتكز الدراسة في هذا الكتاب والذي هو من إعداد أستاذ تاريخ الفنون المسرحية في الجامعة اللبنانية نبيل إلياس أبو مراد بشكل أساسي علمي الكتابة الدرامية ومقوماتها الفكرية والتقنية عند الأخوان رحباني أي أن الدراسة تناولت الأعمال المسرحية لهما فقط ابتداءاً من "موسم العز" (1960) حتى "الربيع السابع" (1981)، مع تخصيصها لفصل في البداية يتك...
قراءة الكل
ترتكز الدراسة في هذا الكتاب والذي هو من إعداد أستاذ تاريخ الفنون المسرحية في الجامعة اللبنانية نبيل إلياس أبو مراد بشكل أساسي علمي الكتابة الدرامية ومقوماتها الفكرية والتقنية عند الأخوان رحباني أي أن الدراسة تناولت الأعمال المسرحية لهما فقط ابتداءاً من "موسم العز" (1960) حتى "الربيع السابع" (1981)، مع تخصيصها لفصل في البداية يتكلم عن الحياة الأخوين رحباني، هذه الحياة التي يجب تأريخها أسوة بما يحصب لكبار الكتّاب والفنانين في العالم.وبشكل عام جاءت الدراسة مقسمة إلى أربعة أقسام، احتوى كل منها على مجموعة من أعمال، فالمجموعة الأولى احتوت على ست مسرحيات هي موسم العز، البعلبكية، جسر القمر، الليل والقنديل، بياع الخواتم، ودواليب الهوا. وفي هذه المجموعة تم التطرق إلى دراسة اللغة في هذه المسرحيات والمناخ القروي الذي يجمع بينهما، مع الكشف عن الملامح الفولكلورية والتراثية التي تختزنها وما حملته من صوفية ورمزية. والمجموعة الثانية تناولت الخلفية التاريخية والروح الوطنية والملحيمة في ثلاثة أعمال تاريخية قدمها الأخوان رحباني (بيترا، فخر الدين، جبال الصوان).وفي المجموعة الثالثة تم التطرق إلى المقدمات الفكرية والسياسية والمدنية في ستة أعمال شكلت المرحلة الواقعية في المسرح الرحباني، وهذه الأعمال هي: هالة والملك، الشخص، صح النوم، يعيش يعيش، ناطور المفاتيح، والمحطة. أما المجموعة الرابعة والأخيرة فتألفت من لولو، ميس الريم، المؤامرة مستمرة، والربيع السابع.وبما أن الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو الحديث عن الكتابة الدرامية، أي اللغة المسرحية بما فيها من أشكال كالبناء المشهود وبناء الشخصية واللغة والخلفية الفكرية دون التفاصيل الأخرى، فقد تشعب الحديث فيها وتطاول كل ما له علاقة بذلك استنادا إلى مراجع أساسية وتواريخ ووقائع اجتماعية وثقافية، كأن يتحدث فيها مثلاً عن وجود نماذج من المسرح الرمزي ونماذج من المسرح الواقعي وكذلك العبثي، وكان يتم تناول مثلاً الأعمال ذات الاهتمامات الاجتماعية على ضوء الواقع المعاش مع إجراء مقارنات لأزمة، إلى غير ذلك من المقومات الأساسية التي تؤلف عادة البنية الدرامية لكل عمل مسرحي متكامل.