تمثل الدراسات التي جمعتها في هذا الكتاب جانباً من اهتماماتي الجامعية في حقلي التعليم والتأليف وهي وإن غطت مساحة زمنية كبيرة من الاهتمام، فهي تلتقي جميعها عند حدّ واحد، وهو كيف نستطيع أن نفهم الإنسان والإنتاج الإنساني من خلال تمظهرها عبر اللغة."وإذا كانت اللغة ظاهرة اجتماعية عمقت أبعادها الدراسات الألسنية، فإن الكلام أي كلام (أدب...
قراءة الكل
تمثل الدراسات التي جمعتها في هذا الكتاب جانباً من اهتماماتي الجامعية في حقلي التعليم والتأليف وهي وإن غطت مساحة زمنية كبيرة من الاهتمام، فهي تلتقي جميعها عند حدّ واحد، وهو كيف نستطيع أن نفهم الإنسان والإنتاج الإنساني من خلال تمظهرها عبر اللغة."وإذا كانت اللغة ظاهرة اجتماعية عمقت أبعادها الدراسات الألسنية، فإن الكلام أي كلام (أدبي، سياسي، ديني، قضائي، الخ)، هو موقف إنساني من الله، والكون، والعالم، يتم التعبير عنه بواسطة اللغة ومن خلالها فلا موقف، ولا رؤيا، إذاً إلا من خلال جدلية اللغة والكلام في ترسمهما المحكي والمكتوب.إن فهم اللغة ومعاناة لا تقل عن أية معاناة، لأننا باللغة نتحدث عن الأشياء وباللغة نتحدث عن اللغة، وباللغة نتحدث بعد هذا وذاك عن علاقة الفكر إذ يفكر باللغة".من هنا تأتي هذه الدراسات كاستجابة لهذا الهم اللغوي، تسعى لجلائه نظرياً وتطبيقاً، وتعميقه عقلانياً، بغية الوصول إلى فكر جدلي قادر على معانية الثقافة العربية وتمثلها، وفقهم مكوناتها، وإدراك التشابك المذهل بين بنياتها، وما ترمز إليه في تجليها عبر مظاهر الوجود كافة.