يقدم أ.د. "مهدي مفتاح أمبيرش" في هذا الكتاب محاولة تأتي كدراسة مقارنة في مفهوم التحديث الذي قدمه الرئيس الليبي "معمر القذافي" بالمقارنة مع ما يحمله المفهوم عند الفيلسوف اليوناني أفلاطون. فبرأي الكاتب أن الإنسان المفكر والمبدع هو ذلك القادر على أن يتجاوز حدود الأنا، فيتحول إلى أداة هي جزء من موضوع أمته، بل قد يكون هو الأمة، وربما...
قراءة الكل
يقدم أ.د. "مهدي مفتاح أمبيرش" في هذا الكتاب محاولة تأتي كدراسة مقارنة في مفهوم التحديث الذي قدمه الرئيس الليبي "معمر القذافي" بالمقارنة مع ما يحمله المفهوم عند الفيلسوف اليوناني أفلاطون. فبرأي الكاتب أن الإنسان المفكر والمبدع هو ذلك القادر على أن يتجاوز حدود الأنا، فيتحول إلى أداة هي جزء من موضوع أمته، بل قد يكون هو الأمة، وربما هو الإنسانية في مشروعها الذي ينهد نحو الكمال. وإن ما يقدمه معمر القذافي هو تحرير للفكر الإنساني من عبودية سيطرة الفرد والنخبة والطبقة، أي سيطرة البعض على الكل، وعلى التغييب والتمثيل. " وإذا كان أفلاطون قد جعل الحقيقة في عالم المثل في السماء لا يصلها إلا الفيلسوف، من خلال رحلة المعراج الدايالكتيكية، حتى تتم التصفية، التي يراها من حق القلة، بينما الجماهير ملوثة ومدنّسة، فإن معمر القذافي هو بحق من أعاد القدسية للأرض، ومن ثم للإنسان الذي خُلق من تراب هذه الأرض، فالمقدس هو الدنيوي، هو الأرض، وهو الجماهير، وهنا يأتي شاهر آخر يعطي هذه المقارنة شرعيتها ومشروعيتها فأفلاطون فيلسوف الجمهور أو القلة، بينما معمر القذافي هو فيلسوف الجماهير (...) فإن معمر القذافي يقدم لفكر متحرك، كما يقدم رُسل هذا الفكر حركة ثورية، تتحرك مع الجماهير وبها، فإذا تقدمت الجماهير، فهو تقدم القائد. بخلاف الأشكال التي تحول الجماهير إلى قطيع، ويكون دور من يطلق عليهم الحكام، دور الرعاة الذين يهشون على هذا القطيع، المسلوب الوعي والإرادة".يقسم هذا الكتاب إلى قسمين: القسم الأول وفيه خمسة أجزاء: الجزء الأول حول "أفلاطون" ، الجزء الثاني جاء بعنوان عشية انتحر سقراط ، الجزء الثالث (فيدروس) أو فن الكتابة، الجزء الرابع بعنوان السوفسطائي، الجزء الخامس وفيه محاورة "بولتيكوس" (رجل الدولة). أما القسم الثاني من الكتاب فجاء بعنوان "معمر القذافي" مهاد الأفكار.