تتناول هذه الرواية ما عشناه أنا وأنت وغيرنا وأهلنا وناسنا عبر ما يقارب ثلث القرن غبناً وقهراً ونفياً داخل بلادنا حتى تغلغل هذا النفي إلى أعماق نفوسنا, وذلاً في البحث عن عمل يصون الكرامة ومسكن يستر العورة, وعلاج يعافي علة البدن, حتى زاد الطفح وفاض وجرف خوفنا, وخرج حاملوا الأكياس البلاستيكية المعلقة في خراطيم منسحبة من أجساد معلول...
قراءة الكل
تتناول هذه الرواية ما عشناه أنا وأنت وغيرنا وأهلنا وناسنا عبر ما يقارب ثلث القرن غبناً وقهراً ونفياً داخل بلادنا حتى تغلغل هذا النفي إلى أعماق نفوسنا, وذلاً في البحث عن عمل يصون الكرامة ومسكن يستر العورة, وعلاج يعافي علة البدن, حتى زاد الطفح وفاض وجرف خوفنا, وخرج حاملوا الأكياس البلاستيكية المعلقة في خراطيم منسحبة من أجساد معلولة ومرهقة, انطلقوا بعد أن خرجوا من خوفهم ليمتد التلاحم الملاييني عبر ميادين البلاد.ولتتردد الحكمة العبقرية «الشعب يريد...» فاحشد ملايين خلاياك الدفاعية أيها الجسد واستعد عافيتك التي كانت واحرس حصونك ودق أبواب السماء لتخرج من البلاعة, ومد يدل مع الملايين الهادرة– التي لم تحلم حتى بالحلم بمليونياتها التي بشر بها منذ سنوات (في عز عز الهوان) كبار القنيلان حمدي وعبد الحليم, وبلال فضل, وإبراهيم عيسى, وصبحي, والإبراشي.. وغيرهم وغيرهم.. وأسحق المتحولين والمتنطعين والكاذبين وراكبي موجات النفاق, وافتح عليهم أرشيفهم.. وتشبث فأنت الفيض والمدد والجند المجندة, وعافيتك المرتجاة روح الأرض التي تنتظر أن توقف نزفها الذي كان مميتاً لك ولها وللجميع.