إننا كعرب أحوج ما نكون لدراسة متعمقة لتجربة شديدة الأهمية في العمل الجماعي المشترك كالتجربة الأوروبية وألا يقتصر النظر إليها من قبيل الإعجاب بها والنظر إلى حالتنا العربية و"نظامنا العربي" بنظرات تشاؤمية وأنه لا فائدة منها. إن الحالة الراهنة للأمة العربية تتراوح ما بين يأس تام منها ولمحاولات الإصلاح المختلفة وهى دعوات تدعو لعدم ا...
قراءة الكل
إننا كعرب أحوج ما نكون لدراسة متعمقة لتجربة شديدة الأهمية في العمل الجماعي المشترك كالتجربة الأوروبية وألا يقتصر النظر إليها من قبيل الإعجاب بها والنظر إلى حالتنا العربية و"نظامنا العربي" بنظرات تشاؤمية وأنه لا فائدة منها. إن الحالة الراهنة للأمة العربية تتراوح ما بين يأس تام منها ولمحاولات الإصلاح المختلفة وهى دعوات تدعو لعدم الاستناد إلى ما سبق من اتفاقات ومعاهدات عربية والبحث عن صيغ أخرى واتفاقات جديدة، ومابين رؤية أخرى تهدف إلى البحث عن "مخاض جديد" من خلال قراءة أخرى لمنظومة العمل العربي واتفاقاته ومعاهداته السابقة والتي مضى عليها أكثر من نصف قرن من الزمان لتنقيحها مما يستدعي النظر بعمق والقراءة التحليلية في اتفاقات ومعاهدات الاتحاد الأوروبي المختلفة للإستفادة منها في تطوير وتفعيل أسس العمل الجماعي العربي المشترك.وفي إطار هذا التوجه العربي لمحاولة اللحاق بالتجارب الناجحة في العمل المشترك كتجربة الوحدة الأوروبية فإن هذه الدراسة ستتناول عدة محاور متصلة أساساً بتجربة الوحدة الأوروبية لتستفيد منها أمتنا العربية في سعيها نحو الإصلاح والتقدم والعمل المشترك، وتنطلق الدراسة من تساؤل رئيسى، مؤداه: هل يمكن تفسير نجاح تجربة الاتحاد الأوروبي في إطار توافر الإدارة السياسية والمصلحة المشتركة لدى دول الاتحاد الأوروبي فقط أم أن هناك عوامل تاريخية وإقليمية ودولية ساهمت في هذا الشأن؟وإذا كانت الإجابة نعم، فإن هذه الإدارة لابد أن تكون هناك نصوص وتشريعات تراقب توافر هذه الإدارة وتلزمها عند أي محاولة للنكوص عنها. وهذه النصوص تشكلت عبر اتفاقات مختلفة وعبر مراحل زمنية ممتدة كما أن هناك مؤسسات أوروبية داخل منظومة الاتحاد الأوروبي ترتكز على هذه الأسس، بل وتعمل على مراقبة الإلتزام بها وتضيف إليها وتنقحها بصورة مستمرة حسب ما تتطلبه استراتيجية ورؤية دول الاتحاد لتطويره.