تواجه البشرية اليوم ثورة عالميــة معلوماتية فاقت ما سبقتها من ثورات على مر العصور، وهذه الثورة تتطلب مواجهتها وجود قاعدة علمية قوية الأساس تؤهل مجتمعنا لمواكبة التغيرات السريعة التي تنتج عن هذه الثورة وتؤهلها إلى المساهمة في إحداث هذه التغيرات، حيث تقع على التربية المسؤولية الرئيسية، فهي الأداة القادرة على تطوير إمكانيات المتعلم...
قراءة الكل
تواجه البشرية اليوم ثورة عالميــة معلوماتية فاقت ما سبقتها من ثورات على مر العصور، وهذه الثورة تتطلب مواجهتها وجود قاعدة علمية قوية الأساس تؤهل مجتمعنا لمواكبة التغيرات السريعة التي تنتج عن هذه الثورة وتؤهلها إلى المساهمة في إحداث هذه التغيرات، حيث تقع على التربية المسؤولية الرئيسية، فهي الأداة القادرة على تطوير إمكانيات المتعلمين بـما يـمكنهم من التعامل مع هذه الثورة.ومن الأدوات الفاعلــة التي تـمتلكها التربية (عملية مخططة ومقصودة، تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابيـة مرغوبة تربوياً واجتماعيـاً في سلوك المتعلم وتفكيره ووجدانه، وهذا يتطلب من المعلم ومعلم العلوم بشكل خاص فكراً سليماً، وجهداً تعليمياً وتربوياً مميزاً (إبداعياً) يتناول المتعلم بشخصيته وفكره ووجدانه بقصد إنـماء الفكرة وتهذيب الوجدان وتكوين الشخصية السليمة)، والقادرة على الإسهام في ذلك هي المناهج الدراسية في كل المؤسسات التعليمية، وقد أصبح تدريس العلوم في الوقت الحاضر وفي ظل المستجدات المتلاحقة، والتقدم التكنولوجي والمعرفي الكبير حاجة ماسة وملحة، فالعلوم وتدريسها يشكلان عاملاً أساساً في تقدم المجتمعات وتطويرها ونـموهـا واستمراريتها في التنافس، وترجمت هذه المجتمعات ذلك واقـع ملموس من خلال اهتمامها بتدريس العلوم وتأكيدهــا على الطرائق والأساليب التي تعكس طبيعة تلك المواد وتساعد على تخريج أجيال متسلحة بالعلم والمعرفـة والمهــارة.ولقد شهدت السنوات الأخيرة مشروعات وجهوداً متعددة لتطوير تدريس العلوم فعقدت المؤتـمرات وكثرت الندوات، ونشطت الحلقات على المستوى القومـي والعربي والعالمـي، واستهدف هذا النشاط الخصب البنّاء بعداً أساسياً مفاده أن واقع تدريس العلوم لا يزال متخلفاً عن ملاحقــة التطورات العلمية والاتجاهات والأساليب التربوية الحديثة في عمليات التعليم والتعلم، وبالتالــي فإن العمل العلمي المنظم والمستمر لرفع كفاية العلوم وتدريسها أمــر حتمي ولا غنى عنه إذا أردنا أن نجعلها متماشية مع طبيعة العصر ومقتضياته.وفـي هذا الاتجــاه يسرنا أن نقدم هذا الكتاب في تدريس العلوم وهو كتاب يتناول (تعلم العلوم بأساليب ومداخل تعليمية ممتعة وشيقة)، وهذا يجعل منه مرجعاً مهماً لا غنـى عنه لمدرسي العلوم في مختلف مراحل التعليم، وللمشرفيـن (الاختصاصيين والتربويين) على تدريسها والمهتمين بتطويرها.ونحن إذ نقدم هذا الكتاب في مجال تدريس العلوم ندرك أهمية وحيوية هذا المجال في وقتنا الحاضر، وأنـه مجال يحتاج إلى مزيد من الدراسات والجهود الهادفــة إلى بحث مشكلاته وواقعه والعمل على تطويرها بما يواكب العصر وبـما يسهم في تحقيق العزة والتقدم لبلدنا.