فمن سنن الله في هذا الكون سنة المدافعة، فيدفع الباطل بالحق، والضلال بالهدى قال عز شانه وتعالى سلطانه: ﴿ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز ﴾ [سورة الح...
قراءة الكل
فمن سنن الله في هذا الكون سنة المدافعة، فيدفع الباطل بالحق، والضلال بالهدى قال عز شانه وتعالى سلطانه: ﴿ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز ﴾ [سورة الحج: 40]. ومن أجل ذلك شرع الله للبشر من الشرائع ما يحفظ عليهم دينهم وعقولهم وأموالهم وأعراضهم وذرياتهم، فكانت شرائعه رحمة للعالمين، ولأن الإنسان إذا استغنى طغى، وإذا ملك ظلم، وإذا عز استبد، إلا من رحم الله، ولا يقف ظلم واستبداد البشر عند حد، فينتقل من التطاول على البشر إلى التطاول على الله، ويفتري على الله وينسب إليه إفك البشر وظلمهم وافتراءهم، ويزعم أن الله هو الذي أمرهم بهذا الظلم والاستبداد والبغي، قال جل ثناؤه مخبرا عن هذا: ﴿ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ﴾ [سورة الأعراف،28، 29]. ثم يتمادى الغي والكفر فيدون كل هذا الإفك في كتاب فيزعم أنه من عند الله، وأن الله أمر بهذا، قال سبحانه وتعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ [سورة البقرة: 79]. تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.