كتاب بديع في فضل السعي والجدِّ والعمل المتقن .كان السبب الرئيس والأهم في تصنيفه كما يقول مؤلفه العلامة الفقيه الحبيشي رحمه الله تعالى:( لما رأيت أهل بلدتنا هذه في الكد مجتهدين ، وعلى الاشتغال بالحرف معتمدين ، مواظبين على ذلك معتضدين .وصاروا إذا رأوا أهل الرفاهية في البلدان ، وراحة الرجال فيها والنسوان .. استنقصوا أحوالهم ، وازدر...
قراءة الكل
كتاب بديع في فضل السعي والجدِّ والعمل المتقن .كان السبب الرئيس والأهم في تصنيفه كما يقول مؤلفه العلامة الفقيه الحبيشي رحمه الله تعالى:( لما رأيت أهل بلدتنا هذه في الكد مجتهدين ، وعلى الاشتغال بالحرف معتمدين ، مواظبين على ذلك معتضدين .وصاروا إذا رأوا أهل الرفاهية في البلدان ، وراحة الرجال فيها والنسوان .. استنقصوا أحوالهم ، وازدروا أفعالهم ؛ ظنّاً منهم بأن الدعة والسكون أمر فاضل مسنون .كأنهم لم يبلغهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول : « إن الله لا يحب الفارغ الصحيح ، لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة » ..أحببت أن أشرح لهم في هذا الكتاب ما يسلي قلوبهم ، وينفس كروبهم ، من فضائل الصناعات ، وأنها للأنبياء عادات ... )إلى آخر ما قال .ولا مراء أن أهل علم الأبدان مجمعون على أن الحركة والسعي والنشاط الجسمي ..سبب رئيس للحماية من كثير من الأمراض ، وإضفاء البهجة والسرور على النفوس ، وتلاشي الكآبة والحزن من الأعماق على عكس ما يتوهمه المتوهمون من الدعة والسكون في الكسل والخمول .وهذا عكس ما يشعر به أهل البطالة ، الذين يرزحون تحت وطئة الكسل والتواني ، وهم لا يجنون إلا الندامة ، كما قال الشاعر:تزوجت البطالة بالتواني فأولدها غلاماً مع غلامةفأما الإبن لقَّبه بفقرٍ وأما البنت سمَّاها ندامةولأهمية هذا الكتاب في هذا الباب .. توجهت عناية دار المنهاج لإعادة طبعه في ثوب قشيب ، محققاً ، مدققاً ، مخدوماً بالخدمة اللائقة به علمياً وفنياً ، راجية من المولى سبحانه القبول .