الديوك الرومية لا تطير - مجموعة قصصية

نسمات لطيفة هبت متسللة من الحقول بين أعواد البرسيم وسنابل القمح، وخدر لذيذ أصابني علي مراي مقام سيدي لطيف من بين قضبان النافذة الحديدية ... دفعني ذلك لأستلقي مسترخيا علي السرير متجاهلا شظي الغبار المتطاير .. صوت جدتي ما زال يتردد من حولي كأنه يخرج من صندوق معدني أحكم إغلاقه نفس الحديث الذي دار بيننا. يجب أن تنام الآن .. صرنا في الثانية صباحا. قبلا كلميني عن سيدي لطيف والديك الرومي. أي ديك رومي؟ كانت تسأل في خبث وقد اعتلت وجهها تلك الأبتسامة التي تصنع دوائر لحمية كقطع البصل الحلقية .. بدت متشابهة مع هؤلاء النساء العجائز اللاتي كن مجتمعات معها ذلك اليوم في حجرة الخبيز، فظهر كأن وجوههن متطابقة .. أجبتها متخابثا أنا الأخر: ذلك الذي كنتن تتحدثن عنه اليوم أمام الفرن، وسمعتكن تذكرونه قبل ذلك.