خطة أمريكية لتحديث الدين الإسلامي

بعد أن توقف الإسهام الحضاري للمسلمين في مجالات الحياة المختلفة نحو التوسع في استيراد المنتجات العالمية وتحولوا إلى مجتمع استهلاكي، وتخصصت مصانع وشركات عديدة في أمريكا وأوربا واليابان والصين وغيرها في صناعة المنتجات التي تقبل عليها أسواقنا.وفي هذا الكتاب تتقدم لنا مؤسسة "راند" الأمريكية بمنتج مستورد جدير تُقدر أنه سيكتسح الأسواق: "دين إسلامي متطور يناسب العصر" وفي طيات الكتاب تظهر لنا الميزات العظيمة للإسلام الأمريكي الجديد: فهو أكثر مدنية، وأكثر ديمقراطية .. الدين الإسلامي الأمريكي الجديد يخلصنا من المشاكل التي نعانيها من الدين القديم، فهو يرفض الحجاب الذي يعد من مظاهر التخلف، ويرمز إلى الأصولية، وهو ينحي الشريعة الإسلامية بحدودها التي لا تلائم العصر عن دائرة التطبيق، وهو يريحنا من الآلام التي نشعر بها حين تمر علينا مشاهد القتل والترويع لغيرنا من المسلمين، فالأخوة الإسلامية لا مكان لها في التصور الحديث للدين الإسلامي الأمريكي.تتحدث مؤسسة "راند" عن أدوار سيقوم بها العلماء التقليديون والمؤسسات الدينية في حرب الأصولية، ومنابر إعلامية واسعة ستمنح للعلمانيين وأهل الحداثة، ومناصب دينية عليا ستعطي لأصحاب التوجهات الصوفية، وموجة إباحية من الموسيقى والرقص والغناء ستوجه للشباب والفتيات، وجهود مضنية سيبذلها علماء الحديث الأمريكيين لإعادة تمحيص الأحاديث النبوية وفق منهجية جديدة يتوارى على أثرها البخاري ومسلم وبقية الكتب التسعة، ويظهر للمسلمين تلموداً جديداً يحفظهم من التصارع مع غيرهم.لم تعد لبروتوكولات حكماء صهيون قيمة بعد صدور هذه الدراسة، فقد تحقق كل ما فيها، والآن تنتقل المواجهة إلى معركة جديدة تستهدف بوضوح وصراحة النيابة عن علماء المسلمين في الاجتهاد من أجل تجديد الدين.إننا ننشر هذه الدراسة الهامة باللغة العربية آملين أن تجد من بين العلماء والنابهين ما تستحقه من اهتمام قبل أن يفوت الأوان.دكتور/ محمد أحمد يحيى