لا أذكر ، على وجه التحديد ، متى رأيته أول مرّة وإن كان يطيب لي أن أعيد ذلك إلى بداية تفتّح وعيي، باعتبار أنني لم أكن من قبل واعياً لشيء·عندما شعرت بوجوده أول مرّة ، تملّكني رعب شديد ، إذ رحت أتخيّل أنّه يحوم حولي ، وأنّه ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض عليّ، وبإلهام من هاجس الخوف الذي تملّكني رحت أنكمش في مكاني ، خشية أن تثير حرك...
قراءة الكل
لا أذكر ، على وجه التحديد ، متى رأيته أول مرّة وإن كان يطيب لي أن أعيد ذلك إلى بداية تفتّح وعيي، باعتبار أنني لم أكن من قبل واعياً لشيء·عندما شعرت بوجوده أول مرّة ، تملّكني رعب شديد ، إذ رحت أتخيّل أنّه يحوم حولي ، وأنّه ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض عليّ، وبإلهام من هاجس الخوف الذي تملّكني رحت أنكمش في مكاني ، خشية أن تثير حركتي شهيّة الافتراس لديه ، وقد واظبت على هذا الدور ، إلى أن غدوت ساكناً ، فاتراً ، باهتاً ، سلبياً ، عديم الفاعلية ، تافهاً ، لا أضرّ ولا أنفع·