"سيذكر التاريخ، العدوان الصهيوني الأخير على لبنان، أو الحرب الإسرائيلية السادسة كما سماها البعض، على أنها أطول الحرب وأكثرها فشلاً وتكلفة في تاريخ الحروب الصهيونية على العرب، كما أنها الحرب الثانية بعد حرب تشرين عام 1973، وخاصة في الأسبوع الأول من تلك الحرب، الذي يظهر فيه "الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر" بأنه قابل للهزيمة. ويظهر ...
قراءة الكل
"سيذكر التاريخ، العدوان الصهيوني الأخير على لبنان، أو الحرب الإسرائيلية السادسة كما سماها البعض، على أنها أطول الحرب وأكثرها فشلاً وتكلفة في تاريخ الحروب الصهيونية على العرب، كما أنها الحرب الثانية بعد حرب تشرين عام 1973، وخاصة في الأسبوع الأول من تلك الحرب، الذي يظهر فيه "الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر" بأنه قابل للهزيمة. ويظهر فيها المقاتل العربي شجاعة وعقلاً وعسكرياً يبعث على الإعجاب بالرغم من الميزان العسكري المختل لصالح الآلة العسكرية الجهنمية الصهيونية، وتواضع الإمكانيات العسكرية التي استخدمها الطرف العربي في هذه الحرب خاصة وهو المقاومة الإسلامية اللبنانية.لكن ما يميز هذه الحرب أنها جرت وفق قواعد لعبة ميدانية فرضها الطرف الأضعف، من خلال استخدامه لقوانين حرب الشعب وأساليب الحرب العصابية الأمر الذي أفقد الآلة العسكرية الصهيونية قوتها وجبروتها ومرغ هيبتها في التراب. وحوّل دروعها وجنودها إلى أهداف صيد ثمينة في المعارك البرية، إلى جانب إسقاط مقولة الردع الإسرائيلية إلى الأبد، وانكشاف العمق الإسرائيلي وهو أمر يحدث للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.بمعنى أن هذه الحرب، والمعارك البرية الطاحنة بين الآلة العسكرية الصهيونية ومقاتلي حزب الله، علاوة على إسقاط استراتيجية رئيس أركان هذا الجيش من وراء استخدام سلاح الجو بصورة وحشية ضد البنى التحتية المدنية اللبنانية وحجم الدمار الهائل الذي خلفه القصف المنهجي على المدن والقرى والبلدات اللبنانية، وهي إمكانية حسم المعركة عبر الضربات الجوية المنفلتة واللامحدودة والمجنونة كما وصفها بعض المحللين العسكريين الإسرائيليين أنفسهم، فقد أسقطت المقاومة اللبنانية الكثير من المعايير والمقاييس وحتى البديهيات لما سمي "بنظرية الأمن الإسرائيلي" أولها إسقاط مفهوم نقل المعركة إلى أرض العدو، واحتلال الأرض والتمسك بها كورقة مساومة، وحسم المعركة بالسرعة الممكنة من خلال استخدام القوة النارية الجبارة.في هذا الكتاب ضم المترجم مقالات سياسية كتبت على يد باحثين ومختصين في الشؤون العربية وأساتذة جامعات ومحللين وكتّاب في مراكز وصحف معروفة كمركز يافا للدراسات الإستراتيجية، وصحف معاريف، هآرتس، ويديعوت أحرنوت.ولقد كتبت معظم الموضوعات الواردة في هذا الكتاب والحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان لم تصنع أوزارها، ولذلك فإن جزءاً كبيراً من إستنتاجات هؤلاء الكتاب غير صحيحة.