"ما بالك؟ لديك كل ماتريد كل ما حلمت به، عمل قليل لكنه مريح، ثروة هائلة، مكتبة تحتوي على العديد من الكتب النادرة والكتب والتحف الأثرية الغربية، تذكارات من الدول المختلفة التي زرتها، ومن العمليات التي أتممتها بإتقان، إجازاتك الطويلة ممتدة كما تحب، لا أصدقاء مزعجون، و لازوجة تقلقك بأسئلتها أو غيرتها، تتقن الكثير من اللغات التي تعلم...
قراءة الكل
"ما بالك؟ لديك كل ماتريد كل ما حلمت به، عمل قليل لكنه مريح، ثروة هائلة، مكتبة تحتوي على العديد من الكتب النادرة والكتب والتحف الأثرية الغربية، تذكارات من الدول المختلفة التي زرتها، ومن العمليات التي أتممتها بإتقان، إجازاتك الطويلة ممتدة كما تحب، لا أصدقاء مزعجون، و لازوجة تقلقك بأسئلتها أو غيرتها، تتقن الكثير من اللغات التي تعلمتها للمتعة فقط، الكل يقول أنك الأفضل في عملك، فما بالك تبدو هكذا كل صباح؟ هل أصابك الملل؟ فالناس العاديون يصابون بالسأم عندما يحققون أحلامهم. عندها فقط يتمنون أنهم لم يبلغوا الحلم أبداً، لكنك لست عادياً، أليس كذلك؟ ما بالك مالعينيك لا تكادان تتسعان لمساحة الضوء وأنفاسك تتسارع أكثر من دقات قلبك ما عهدتك تخشى من شيء أبداً حتى الموت، لعلك مثلي تخشى من شيء إلا من ذلك الأبيض المستلقي بكل ثقته في زاوية حجرتك، فبالرغم من كونك تجد في اللعب مع الموت متعة إلا أنك تخشى من الموت معه، مثلنا يستحق رصاصة يستحق أن يقتل أثناء تأدية وظيفته...وما بالي أنا كلما رأيتك في المرآة أخذت أخاطبك باللغة العربية الفصحى وأكرر عليك ذات الأسئلة التي أدرك أنك لا تعرف إجاباتها أو تهرب منها... ودّع (قناص) صورته في المرآة دون أن يتكلم هذه المرة، فقد إكتفى بإشارة بإصبعه تعلن مشوار الرحيل وإفتتاح ملف قضية جديدة. وظل سريره يراقبه رغم إخفاء عينيه خلف جريدة كتب على صفحتها الأولى بالخط العريض: ( تم القبض على زعيم العصابة محمود سعيد المسؤول عن تفجيرات الرياض والبحرين) ". مجموعة أحداث تخرج عن المألوف في مواضيعها وفي سردياتها يفتح الكاتب باب أحداثه مشرعاً على تلك التي تأخذ الطابع البوليسي والأخرى التي تجنح إلى الخيال وإلى تلك التي تحمل في سردياتها الطابع الإنساني وذلك كله ضمن إسلوب حواري حيناً وضمن منولوجات أحياناً ليحكي قصة عصابة وكيف تم القبض على أعضائها بعد أن كانت تغرق المدينة بالرعب والخوف.