نبذة النيل والفرات:رغم أن وظيفة العلاقات العامة هي من أقدم النشاطات والوظائف التي عرفها الإنسان، إلا أن موضوع العلاقات العامة يعتبر من المواضيع الحديثة نسبياً، والتي حظيت باهتمام الحكومات والدول بالإضافة إلى اهتمام المنشآت والمؤسسات والشركات الخاصة فيها، وذلك من منظور عصري يبين بأن العلاقات العامة تمثل حلقة الوصل بين المنشأة وجم...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:رغم أن وظيفة العلاقات العامة هي من أقدم النشاطات والوظائف التي عرفها الإنسان، إلا أن موضوع العلاقات العامة يعتبر من المواضيع الحديثة نسبياً، والتي حظيت باهتمام الحكومات والدول بالإضافة إلى اهتمام المنشآت والمؤسسات والشركات الخاصة فيها، وذلك من منظور عصري يبين بأن العلاقات العامة تمثل حلقة الوصل بين المنشأة وجماهيرها، وكذلك من خلال المفهوم الحديث للعلاقات العامة وأهميتها، والذي أدى إلى تشكيل القناعة لدى إدارة المنشآت على اختلاف أنواعها بأن أية منشأة لن تستطيع أن تقوم بأداء مهامها وأعمالها وتنفيذ نشاطاتها، والتالي تحقيق أهدافها، دون وجود ثقة متبادلة بينها وبين جماهيرها.وإذا كان الاهتمام بالعلاقات العامة من قبل الدول المتقدمة يمثل ظاهرة عصرية، فإن الاهتمام بها من قبل الدول النامية -ونحن في عدادها- يمثل واجباً لاذباً وضرورة لا بد منها. وذلك لأن تخلف العصر البشري يعتبر من أهم معوقات تنفيذ خطط التنمية في الدول النامية ويظهر هذا التخلف لدى أهم العنصر البشري في وعيه وتعليمه وتدريبه وعلاقاته، وفي العديد من قيمه وممارساته وعاداته وتقاليده المورثة، وكذلك في قردته على الرؤية الشاملة والمترابطة للقضايا المختلفة المؤثرة في حاضره ومستقبله، سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية.وهنا يبرز دور العلاقات العامة وتبرز أهمية تعلم فنونها واستخدامها لدفع عجلة التغيير الاجتماعي قدماً إلى الأمام عن طريق الاهتمام بالجماهير الشعبية مادياً ومعنوياً لتحريكها ودفعها لتجاوز فجوة التخلف الحضاري والاقتصادي التي أحدثها الاستعمار خلال سنوات طوال، وذلك لأن الجماهير وحدها هي المبدع الحقيقي للتغير والتطوير في جميع المجالات.وما يسعى إليه هذا الكتاب هو تزويد القارئ (الطالب والإداري وممارس العلاقات العامة) بفكرة واضحة عن ماهية العلاقات العامة ودورها وفوائدها، وعن الجوانب الرئيسة لوظيفة العلاقات العامة بشكل يساعد على تكوين قاعدة معرفية لدى المهتمين لكي ينطلقوا على أساسها لممارسة هذه المهنة من منطلق الفهم السليم لأبعادها المختلفة، بغرض نشر الوعي بين المؤسسات بكيفية استخدام الاتصال ووسائل الإعلام الجماهيرية لتجسين العلاقات وتقوية الروابط مع الجماهير الداخلية والخارجية.