ينصرف الفكر السياسي الأوروبي في السنوات الأخيرة بصورة رئيسية إلى مسالة "الأمن الأوروبي"، وقد انصبت اهتمامات مراكز البحوث الإستراتيجية والأمنية في دول أوروبا الغربية على هذه المسألة بغية استكشاف أقوى الضمانات لتدعيم هذا الأمن وتحديد أكثر الخيارات المتاحة أمام الأوروبيين لتحقيق أمنهم وازدهارهم اللذين نعموا بهما بعد حرب مدمرة دارت ...
قراءة الكل
ينصرف الفكر السياسي الأوروبي في السنوات الأخيرة بصورة رئيسية إلى مسالة "الأمن الأوروبي"، وقد انصبت اهتمامات مراكز البحوث الإستراتيجية والأمنية في دول أوروبا الغربية على هذه المسألة بغية استكشاف أقوى الضمانات لتدعيم هذا الأمن وتحديد أكثر الخيارات المتاحة أمام الأوروبيين لتحقيق أمنهم وازدهارهم اللذين نعموا بهما بعد حرب مدمرة دارت أكبر عملياتها على أراضيهم.والدراسة التي تقدم عرضاً مركزاً لها هنا قد نشرها معهد الدراسات الاستراتيجية والأمنية الأوروبية ومقره في لندن للدكتور Philip Towle تمثل واحدة من أهم الدراسات التي نشرت في هذا الميدان وفيها يحاول الباحث تقييم سياسة الولايات المتحدة، وتحديد مبدأ الأحلاف القائم على الإنفاق العسكري الضخم بما في ذلك نشر الأسلحة النووية وتصنيعها في هذا العصر الذي نحن أحوج ما تكون فيه إلى عالم ينعم بالسلم والرخاء...كما ويتصدى الباحث بالتحليل والأرقام إلى واقع القوة الأوروبية الراهنة، وضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي بحيث يصل في أقصاها إلى 10% من مجمل الدخل القومي للدول الأوروبية إذا ما أرادت أن تضمن أنها بأسلوب فعال، كما ويعقد مقارنات بين الجدوى المتوقعة للأخذ بالمبدأ الديغولي، أو مبدأ الحياء الأوروبي، أو قومية الدفاع الأوروبي في وضع الاستراتيجية الدفاعية لأوروبا.وسيلاحظ القارئ بعد مطالعته لهذا البحث أن الدكتور Towle يدافع بحماس عن أهمية التحالف الغربي (أوروبا الغربية والولايات المتحدة) في صون الأمن الأوروبي من التهديد المصوب له من حلف وأرسو ويعتبره الخيار الأمثل المتاح للأوروبيين اليوم ويطالب الإبقاء على حلف الناتو الذي يربط بين الولايات المتحدة وأوروبا دفاعياً. ولكنه يناقش بصراحة المنطلقات الموضوعية التي يرتكز عليها رأيه.