هذا الكتاب مبني على تحليل الوثائق الموجودة في (أرشيفات) محفوظات بريطانيا والهند وألمانيا وفرنسا وروسيا بصورة خاصة، وقد كشف مؤلفه (غيورغي بونداريفسكي) صراع الدول العظمى من أجل هيمنتها على الخليج وشمالي شرقي شبه الجزيرة العربية. كما تناول آلية حكم الامبراطورية العثمانية، ونشاط جهازها السياسي والعسكري في هذه المنطقة، والنشاط المتنا...
قراءة الكل
هذا الكتاب مبني على تحليل الوثائق الموجودة في (أرشيفات) محفوظات بريطانيا والهند وألمانيا وفرنسا وروسيا بصورة خاصة، وقد كشف مؤلفه (غيورغي بونداريفسكي) صراع الدول العظمى من أجل هيمنتها على الخليج وشمالي شرقي شبه الجزيرة العربية. كما تناول آلية حكم الامبراطورية العثمانية، ونشاط جهازها السياسي والعسكري في هذه المنطقة، والنشاط المتنامي للدوائر الحاكمة في ألمانيا، وتطلعها إلى بناء خط برلين بغداد الحديدي، واختيار الكويت لتكون محطته النهائية، وحرصها على تحقيق أهدافها هذه من خلال الضغط على السلطان عبد الحميد لاحتلال الكويت. ويتابع الكتاب رسوخ أقدام الكويتيين فوق تراب وطنهم وسط الصراعات الدولية الدائرة حولهم، وقيام إمارة الكويت وتطورها لتصبح من مطلع القرن العشرين قوة مؤثرة في الساحل الشمالي الشرقي للجزيرة العربية. ويبرز المؤلف شخصية "مبارك الكبير" بصورة خاصة في نضاله من أجل المحافظة على استقلال الكويت ضمن حدودها التاريخية، ويرجع إليه الفضل في عقد اتفاقية 1913م الخاصة بترسيم الحدود الشمالية للكويت، والتي اعتمدتها لجنة الأمم المتحدة التابعة لمجلس الأمن في ترسيم الحدود الكويتية العراقية 1993م عقب تحرير الكويت من العدوان العراقي عليها، مع تعديلات طفيفة للغاية عليها. وفي الخاتمة يؤكد الكتاب أن الدول الخليجية الصغيرة استطاعت في مطلع القرن العشرين أن تستفيد من تناقضات الدول الاستعمارية، فتطبق ديبلوماسية ذكية وسياسة خارجية خاصة بها كانت لها آثارها وأهميتها في عالمنا الذي نعيشه الآن.