يوميات خريج عاطل.. تنتقل من اليوميات لتصير رواية تحكي عن شخوص تلفهم المقاهي وتحتضنهم الشوارع ويؤرقهم الملل.. شخوص يسهرون يدخنون يتحاورون ويختلفون ويكرهون ويحبون .. كل هذا في أجواء من البحث عن فرصة عمل كانوا يحلمون بها على مقاعد الدراسة..- كفى يا أماه… أنا أحببت دراسة التاريخ ورأيت فيه التخصص الذي أهواه وترتاح له نفسي، فما العيب ...
قراءة الكل
يوميات خريج عاطل.. تنتقل من اليوميات لتصير رواية تحكي عن شخوص تلفهم المقاهي وتحتضنهم الشوارع ويؤرقهم الملل.. شخوص يسهرون يدخنون يتحاورون ويختلفون ويكرهون ويحبون .. كل هذا في أجواء من البحث عن فرصة عمل كانوا يحلمون بها على مقاعد الدراسة..- كفى يا أماه… أنا أحببت دراسة التاريخ ورأيت فيه التخصص الذي أهواه وترتاح له نفسي، فما العيب في أن ألتحق به سعياً وراء حبي لمادته العلمية؟- سوق العمل لا يحبه… وماذا يجديك هذا الحب الآن…؟ يا بني… نحن لسنا في قصة غرامية أو في فيلم رومانسي… نحن في واقع مرير… وسوق عمل لا يرحم… أسألك الآن ماذا تنوي أن تفعل…؟ هل ستظل تنتظر القبول أو التعيين إلى ما لانهاية…؟- كلا بالطبع… أنا مرشح لوظيفة التدريس عما قريب… وهي التي ستحل قيود البطالة التي أرسف فيها إن شاء الله…- مضى عليك عام ونصف وأنت تقول هذا الكلام… أين هي تلك الوظيفة يا بني…؟ – لا يوجد عندهم شاغر حالياً يا أمي…- ومتى يتوفر هذا الشاغر…؟ أعندما يغزو الشيب رأسك…؟- كلا، ليس إلى هذا الحد… لا تبالغي…أطلقت الأم تنهيدة حارة من أعماق صدرها وقالت:- لماذا لم تلتحق بالجيش أو بالشرطة بدلاً من هذا الكد وهذه المعاناة…؟قاتل الله الجامعات والمدارس… تأخذ منك زهرة سنوات الشباب ثم تلقي بك في المنزل حطاماً ذاوياً لا تفعل شيئاً ولا تفيد أسرتك…شعرت بألم ممض في صدري وأنا أسمع كلامها هذا…- إذاً فأنا بلا فائدة لأسرتي ومجتمعي حالياً… شكراً على توضيح هذه الحقيقة أمام ناظري يا أمي.