موسى حوامدة في هذا الكتاب، هو حكواتي "السموع" الجميل، وهو يضيف إلى ذاكرته القروية المعجونة بالطرافة والخرافة، نقطتين إضافيتين واحدة من دم وواحدة من سخرية.أما نقطة الدم فلأن "السموع" قريته في جبل الخليل من فلسطين، جرفتها الدبابات الإسرائيلية منذ أربعة وثلاثين عاماً وربطتها بذاكرة المجزرة... وهكذا فإن "السموع" التي هي "مسقط الرأس ...
قراءة الكل
موسى حوامدة في هذا الكتاب، هو حكواتي "السموع" الجميل، وهو يضيف إلى ذاكرته القروية المعجونة بالطرافة والخرافة، نقطتين إضافيتين واحدة من دم وواحدة من سخرية.أما نقطة الدم فلأن "السموع" قريته في جبل الخليل من فلسطين، جرفتها الدبابات الإسرائيلية منذ أربعة وثلاثين عاماً وربطتها بذاكرة المجزرة... وهكذا فإن "السموع" التي هي "مسقط الرأس والروح" كما يقول، أصبحت مقطوعة الرأس، مشردة الروح، وها هو يلملمها في حكاياته، ويعيد العين إلى الأنف إلى الشفتين إلى قلبه... إلا أن الدم الزراعي الذي يتذكره حوامدة ويرثيه في حكاياته، ويبلل به أسماء الوديان والمناطق والناس، ويتذكر أغاني البداعين في الأعراس، وأهازيج الدحية والدبكة والسامر والدلعونا على أنغام اليرغول والشبابة... هذا الدم الزراعي ابتلعته الأرض وتبددت روائح الأغنام والأبقار والزرائب، ولم يبق منها سوى الحكايات اللطيفة الحزينة والساخرة لروايها.موسى حوامدة يلطف كل غرائب الذكريات القروية، وحزنها وعبرتها بماء السخرية الشفاف... حتى حكاياته هي حكايات الضحك بالدموع.محمد علي شمس الدين