تنطوي موضوعات هذا الكتاب ودراساته تحت منهج الدراسة الإيكولوجية.. وتدور جميعها –من حيث الموضوع- حول "الحجاز"...، إنها دراسات أربع –قابلة للزيادة- طالما ظل ذلك ممكناً في المستقبل القريب أو البعيد.. أما الدراسة الأولى منها (الحجاز.. حول تحديده والتعريف به).. فلم يكن من الممكن أن يصدر الكتاب بدونها لاعتبارات عديدة، إيكولوجية وتخطيطي...
قراءة الكل
تنطوي موضوعات هذا الكتاب ودراساته تحت منهج الدراسة الإيكولوجية.. وتدور جميعها –من حيث الموضوع- حول "الحجاز"...، إنها دراسات أربع –قابلة للزيادة- طالما ظل ذلك ممكناً في المستقبل القريب أو البعيد.. أما الدراسة الأولى منها (الحجاز.. حول تحديده والتعريف به).. فلم يكن من الممكن أن يصدر الكتاب بدونها لاعتبارات عديدة، إيكولوجية وتخطيطية في المقام الأول، فبداية كان من الضروري تحديد منطقة الدراسة تحديداً دقيقاً..، حتى يمكن –بعد ذلك- تبين عناصر إيكولوجية المكان وتحليل عناصرها ودينامياتها المؤثرة..، غير أن ذلك لم يكن يسيراً بأي حال بالنسبة للحجاز، وربما أيضاً بالنسبة لغيره من المناطق، فقد اختلفت الآراء أشد الاختلاف –وما تزال- حول تعريف "الحجاز" وتحديده كقسم متميز من أقسام المملكة، حيث تباينت زوايا النظر كما اختلفت أهدافها، حسب طبيعة الموضوع وتبعاً للمعلومات المتوافرة عنه...، فبعض هذه التعريفات والتحديدات لغوية صرفة، وبعضها الآخر تاريخي... كما قدم بعضها من وجهة نظر توزيع السكان والقبائل والأنساب، وكان لوجهة النظر الجغرافية نصيبها أيضاً منها، سواء من ناحية تحديد الموقع العام..، أو بالنسبة لامتداده بين دوائر العرض وخطوط الطول..، أو بناء على التمايز الطبيعي (الفزيوجرافي، الهيدرولوجي.. المناخي..) للمنطقة عن غيرها، أو تميزها هي في حد ذاتها، إلى غير ذلك من الزوايا.أما الدراسة الثانية عن (الإيكولوجية الطبيعية للحجاز).. فهي تهدف إلى تحليل عناصر إطاره الطبيعي باعتباره –الحجاز- قسم من أقسام المملكة الطبيعية.. اليت تشمل داخل حدودها الجزء الأكبر من مساحة شبه الجزيرة العربية، ورغم التشابه العام الذي يضم المملكة في إطاره من حيث الخصائص الطبيعية –خاصة من النواحي المناخية والنباتية والهيدرولوجية- فإن لها أقسامها التفصيلية المتمايزة طبيعياً وبشرياً من زوايا شتى، بل إن هذه الأقسام التفصيلية ذاتها –ومن بينها الحجاز- غالباً ما تضم أجزاء داخلها على درجة ما أيضاً من تمايز بمستويات عديدة متداخلة.وتأتي الدراسة الثالثة عن (سكان الحجاز) باعتباره الموضوع الذي يعكس بوضوح جملة التغيرات الحضارية الجارية في المنطقة خاصة.. وفي المملكة عامة، فالثابت أن التغيرات السكانية.. سواء من حيث ظواهر التوزيع والنمو أو التركيب بمستوياته وعناصره.. تمثل التغيرات الأكثر دينامية وحساسية والأشد ارتباطاً بالاطار الاقتصادي الحضاري العام.. ورغم صعوبات الدراسة المدخلة أساساً بنقص الأرقام والإحصائيات الموثقة الضرورية للمتابعة زمانياً والمقارنة مكانياً..، فقد كان من الضروري تلمس أبعاد هذه التغيرات الواضحة للعيان.. وإن افتقرت في بعض عناصرها للأرقام.. هذه الأبعاد التي تتمثل في ظواهر النمو السكاني وإعادة التوزيع بين الريف والبادية والحضر، وتغيرات التركيب الاقتصادي للعمالة.. وغير ذلك من الزوايا.وتأتي الدراسة الرابعة (اقتصاديات الحجاز) كخاتمة لهذه المجموعة من الدراسات في الإيكولوجية المعاصرة لهذه المنطقة من مناطق المملكة العربية السعودية.. والواقع أن التغيرات الاقتصادية الجذرية الراهنة في المملكة.. إنما تمر بذروة مرحلتها الانتقالية.. ولذلك فهي مرحلة هامة.. كما هي معقدة متشابكة، وهي تمثل –بلا شك- العامل الرئيسي المحرك لجملة التغيرات الأخرى في بقية المجالات، لقد بدأت هذه التغيرات –ببطء نسبي- بعد الحرب العالمية الثانية، واشتد إيقاعها مع بداية الستينات.. وما يزال، متسقة تماماً مع بدء إنتاج التبرول بها وتصاعد معدلات إنتاجه وإيراداته، وتهدف هذه الدراسة –شأنها مثل بقية دراسات هذا الكتاب- إلى تحديد عوامل وديناميات تغيرات الإيكولوجية القديمة للمنطقة التي تتمثل في انحسار الأنماط التقليدية للأنشطة الاقتصادية التي استمرت قروناً متطاولة.. من جهة، وتبين عوامل وديناميات إيكولوجيتها الجديدة التي تتمثل في بزوغ أنماط اقتصادية جديدة، تستوعب نسبة متزايدة من قوة عملها.. فضلاً عن تداعياتها الأخرى، من جهة ثانية، وعلى منحنى يمتد بين الاقتصاديات القديمة والحديثة.. يجدر تحديد النقطة التي تصل عندها سلبيات التغير إلى أدناها.. وتحقق عندها إيجابياته أكبر قدر من الإيجابية والفاعلية.ومن الناحية المنهجية.. فإن دراسة اقتصاديات "الحجاز" تستكمل أبعادها ضمن إطارين متكاملين، يتصل الأول بالتغيرات الاقتصادية العامة المعاصرة في المملكة.. باعتبارها الظل الأساسي للمرحلة الاقتصادية التي تمر بها جميع مناطقها، سواء ما يتصل باستكمال تجيزاتها الأساسية (المواصلات مثلاً)، أو ما يتصل بخطط التنمية الاقتصادية ومشاريعها وبرامجها في شتى مناطقها، أما الإطار الثاني فيترابط مع السمات الاقتصادية الخاصة لمنطقة "الحجاز"، المستمدة من تاريخه وظروفه المكانية الخاصة، ومن ثقله السكاني ومميزاته الحضرية، إلى غير ذلك من السمات التي تمنح مرحلته الراهنة أبعادها الخاصة.أما من الناحية الموضوعية فستشتمل دراسة اقتصاديات "الحجاز" على النواحي الآتية: أولاً: اقتصاديات النقل والمواصلات في الحجاز. ثانياً: إيكولوجية واقتصاديات الزراعة الحجازية، ثالثاً: الرعي.. ايكولوجياً واقتصادياً في الحجاز. رابعاً: الموارد المعدنية في الحجاز. خامساً: جوانب وأبعاد خطة التنمية الاقتصادية للحجاز.