تتناول هذه الرسالة تاريخ مكبتة كردستان العلمية وأهميتها في الحياة الثقافية في بدايات القرن، حيث التحق كل من "فرج الله زكي الكردي" و"محيي الدين صبري الكردي" بالجامع الأزهر يطلبان العلم، فتخرجا منه، وفتح كل واحد منهما مكتبة ومطبعة سماها مطبعة كردستان العلمية، ونشرا كثيراً من الكتب الإسلامية القيمة، مثل كتاب مشكل الحديث لابن قتيبة،...
قراءة الكل
تتناول هذه الرسالة تاريخ مكبتة كردستان العلمية وأهميتها في الحياة الثقافية في بدايات القرن، حيث التحق كل من "فرج الله زكي الكردي" و"محيي الدين صبري الكردي" بالجامع الأزهر يطلبان العلم، فتخرجا منه، وفتح كل واحد منهما مكتبة ومطبعة سماها مطبعة كردستان العلمية، ونشرا كثيراً من الكتب الإسلامية القيمة، مثل كتاب مشكل الحديث لابن قتيبة، وكثير من رسائل ابن تيمية، ومؤلفات ابن قيِّم الجوزية، وغير ذلك مما لم يسبق لأحد أن طبعه طبعة علمية صحيحة ونشره، ولكن بعد مدة اعتنقا البهائية وأخذا ينشران الكتب والرسائل البهائية ومؤلفات تولستوي - لاسيما كتاب الآفات الاجتماعية - التي اعتبرها محفل البهائية موافقة لمبادئهم ومؤيدة لها، ونشرا خطب عبد البهاء في أمريكا وغير ذلك. ونجد أن مطبعة كردستان العلمية تجاوزت مهمتها المحددة التي قدر لها في بداية إنشائها من طبع الكتب، فتوسعت حتى قدر لها أن تكون دار نشر حقيقية، فباستثناء ما كان يطلب من صاحبيها أن يطبعاه على نفقة المؤلف، فإنهما كانا ينتقيان الكتب التي يرونها جديرة بالطبع، ويكلفان من ينسخها من مظانها، ويقومان بطبعها على نفقتهما، ومن ثم يتوليا توزيع الكتاب بعد طبعه في مصر وفي خارجها من البلاد العربية والإسلامية. وبذلك فإن أعمال "فرج الله زكي" بمعاونة رفيقه كانت تتراوح بين تصحيح الكتب قبل إدخالها إلى المطبعة ومراجعتها مراجعة تامة، ثم الوقوف المباشر على طبعها، وتصحيح تجارب الطبع، ثم العمل على توزيع الكتاب من بعد. ويتناول الكاتب تاريخ هذه المطبعة وأهم مطبوعاتها وما أسهمت به من رواج الفكر الثقافي في مصر والبلدان العربية خدمة للعلم.