يعتبر هذا البحث من الموضوعات المندرجة في صلب الأطروحات السماوية التي لا تستمر ذات سيادة بدون نظرية في القيادة، لأن الأنبياء (عليهم السلام) كما بعثوا كعلل معدة لإعداد القابل، الناس، لقبول وحي الرسالات السماوية، بعثوا لقيادة المجتمعات البشرية وتأطيرها بإطار الشرائع السماوية وتشريعاتها القانونية، ولكن هل تقف القيادة عند النبي وشريع...
قراءة الكل
يعتبر هذا البحث من الموضوعات المندرجة في صلب الأطروحات السماوية التي لا تستمر ذات سيادة بدون نظرية في القيادة، لأن الأنبياء (عليهم السلام) كما بعثوا كعلل معدة لإعداد القابل، الناس، لقبول وحي الرسالات السماوية، بعثوا لقيادة المجتمعات البشرية وتأطيرها بإطار الشرائع السماوية وتشريعاتها القانونية، ولكن هل تقف القيادة عند النبي وشريعته فحسب أم يكون بها امتداد طبيعي غير قسري، ذاك هو الإشكال الذي دفع الباحث للخوض في موضوع نظرية القيادة عند اليهود في محاولة للكشف عن مدى حتمية احتواء الشريعة اليهودية على نظرية في القيادة تعمل على تحريك الجماعات لشخص القائد أو أنها اقتصرت على الجانب العقائدي والأخلاقي وأهملت القيادة وتركتها لمستجدات الأحداث.وهذا استدعى من الباحث التغيب والبحث بحثا بته ما يلي: 1-دراسة التوراة والعهد القديم والعهد الجديد، وملاحظة المتغيرات الاجتماعية، وتعاقب الأحداث، وتطور الحضارات والتنظيمات الإدارية، والوسائل التقنية المستخدمة. 2-إحصاء الملوك والقيادات اليهودية عبر التاريخ والتدقيق في صفاتها وأفعالها وسيرتها الاجتماعية وصفاتها البدنية والنفسية والعقلية والنظرية التي ترتكز عليها الإدارة والحكم. 3-الاهتمام بتناقضات الأحداث التي وردت في العهد القديم وسبب نشوئها وتعليلاتها. الشامل في الواقعة أو الشخصية المراد دراستها واستحضار معالمها ثم العودة بها إلى الزمان والمكان والبيئة الاجتماعية التي عاشت بها في محاولة للاقتراب في الواقعة أو الشخصية بقدر المستطاع، استخدام معاجم وأطلس الكتب، لفهم مسار الأحداث والوقائع المتعاقبة. وقد تم تقسيم البحث إلى خمس فصول. تم في الأول منها التعرف لتعريف المفاهيم لغة: واصطلاحاً. ودار الحديث في الفصل الثاني حول نظرية القيادة وخصص الفصل الثالث للبحث في القيادة وفلسفة عقل الجماعة. وأما الفصل الرابع فقد تحدث فيه المؤلف عن المقولات الجمعية في الفكر السياسي اليهودي وفي الفصل الخامس دار البحث عن الثوابت في عقل الجماعة اليهودية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب هو الحادي عشر في سلسلة عالم الفلسفة والعرفان.