لأن الصوفية زهدوا عن جميع أسباب الدنيا، صاروا ملوكاً، واستراحوا وطابت قلوبهم ونفوسهم فوصفهم المصنف بالملوك، وقد رأى أنهم من فئة العلماء الذين قصرت في التعريف عن أصولها وبيان مقاصدها الكتب بل إنهم نعتوا بما ليس فيهم، فهم متنقصين مذمومين، جاهلين عند أهل النظر وأكثر الناس، لما لم يظهر فيهم من أحوالهم، وخفي عنهم من حقائق أسرارهم، وح...
قراءة الكل
لأن الصوفية زهدوا عن جميع أسباب الدنيا، صاروا ملوكاً، واستراحوا وطابت قلوبهم ونفوسهم فوصفهم المصنف بالملوك، وقد رأى أنهم من فئة العلماء الذين قصرت في التعريف عن أصولها وبيان مقاصدها الكتب بل إنهم نعتوا بما ليس فيهم، فهم متنقصين مذمومين، جاهلين عند أهل النظر وأكثر الناس، لما لم يظهر فيهم من أحوالهم، وخفي عنهم من حقائق أسرارهم، وحجب عنهم من ظواهر آثارهم، فكان منه أن ألّف كتابه هذا، مبيناً فيه أصول القوم ورسومهم وأحكامهم وحقائقهم ورعايتهم وإشاراتهم وجميع أسبابهم الموافقة لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم معنوناً كتابه هذا بأدب الملوك.