دراسة تاريخ التفسير وتطوره تعيننا كثيرًا في الاطلاع على جهود علماء الأمة في خدمتهم لكتاب الله تعالى، ومدى فهمهم واستيعابهم لمعانيه، ومعرفة مسيرة العقلية المسلمة على مدى قرون من الزمن، تلك العقلية التي تعلَّقت بكتاب الله حفظًا وتفسيرًا، والتي كان من ثمارها مئات من كتب التفسير حملت اتجاهاتٍ متعددةً، لا تزال المكتبة الإسلامية تزخر ...
قراءة الكل
دراسة تاريخ التفسير وتطوره تعيننا كثيرًا في الاطلاع على جهود علماء الأمة في خدمتهم لكتاب الله تعالى، ومدى فهمهم واستيعابهم لمعانيه، ومعرفة مسيرة العقلية المسلمة على مدى قرون من الزمن، تلك العقلية التي تعلَّقت بكتاب الله حفظًا وتفسيرًا، والتي كان من ثمارها مئات من كتب التفسير حملت اتجاهاتٍ متعددةً، لا تزال المكتبة الإسلامية تزخر بها إلى يومنا. نشأت أولى المدارس التفسيرية - خارج أرض الوحي مكة والمدينة - على أرض العراق منذ بداية الفتح الإسلامي (الربع الأول من القرن الأول)، حيث نمت حركة علمية واسعة النطاق وبمختلف العلوم، فبرزت مدرسة البصرة، ومدرسة الكوفة، ومدرسة بغداد في التفسير، والتي تميزت كل واحدة منها بسمات وخصائص واتجاهات استحقت أنْ تنال اسم مدرسة، لتكوِّن بمجموعها بعد ذلك مدارس العراق التفسيرية، صاحبة العطاء والثروة العظيمة في التفسير، والتي ما زالت تُعدّ من أهم مدارس ومصادر التفسير عند المسلمين