جمع الآمدي في الكتاب آراء نقّاد القرنين الثالث والرابع، وأضاف إليهما نظراته النقدية، وقد قسّم كتاب الموازنة إلي أجزاء، تضمن كل جزء ظاهرة من الظواهر النقدية تناول فيها سرقات الشاعرين الشعرية وأخطاءهما المعنوية واللفظية وأخطاء التراكيب كما تناول عيوبهما البلاغية، ثم عرض لذكر محاسنهما، وأهم أجزاء الكتاب الموازنة التفضيلية بين معاني...
قراءة الكل
جمع الآمدي في الكتاب آراء نقّاد القرنين الثالث والرابع، وأضاف إليهما نظراته النقدية، وقد قسّم كتاب الموازنة إلي أجزاء، تضمن كل جزء ظاهرة من الظواهر النقدية تناول فيها سرقات الشاعرين الشعرية وأخطاءهما المعنوية واللفظية وأخطاء التراكيب كما تناول عيوبهما البلاغية، ثم عرض لذكر محاسنهما، وأهم أجزاء الكتاب الموازنة التفضيلية بين معانيهما المتشابهة في الفن الواحد.وازن الآمدي بين الشاعرين علي نحوٍ مدروس مؤيّد بالتفصيلات التي تلمّ بالمعاني والألفاظ والموضوعات الشعرية بفروعها المختلفة، وهذا يدلّ علي قراءة متنعمة لشعريهما وإدراك معانيه الكليّة والجزئية لديهما، فاستطاع بذلك أن يصل إلي المعاني المتشابهة عندهما ويقيم الموازنة بينهما.وقد تحرّي الآمدي الدّقة والحرص في تحقيق الشواهد التي أوردها وفي نسبة كل قول إلي صاحبه، واعتمد علي إيراد الأمثلة والتماس التعليل في الموازنة، كما اعتمد علي ذوقه العربي السليم الذي ينزع فيه إلي مذاهب القدامي.أخذ علي أبي تمام غوصه علي المعاني الغامضة وإسرافه في تعقبها ومباينته الشعراء القدامي في الأساليب والمعاني والصور.وقد أراد الآمدي من الموازنة أن يترك للقارئ الحكم النهائي في المفاضلة بين الشاعرين، دون أن يفرض عليه أحكاماً قد لا يقرّها لإيمانه باختلاف مذاهب الناس في قبول الشعر ولأنه يجلّ ذوق القارئ ويرغب في أن يشركه في الحكم، غير أن القارئ الذي يمكن أن يطلق الحكم النقدي هو العارف بعلم الشعر وأغراضه عن طريق الدربة والممارسة الأدبية، إضافة إلي ما يجب أن يتحلي به من طبع سليم يقبل التثقيف ويحسّ بالجمال.