يبين الكاتب من خلال هذا البحث آراء ابن القيم في الأشاعرة في مسائل العقيدة، وآراء أئمة مذاهبهم، ومن خلال ردود ابن القيم على الأشاعرة في هذه القضية يتبين المنهج الذي استخدمه في الرد عليهم فتجده يرد عليهم من خلال العقل والفطرة وتجارب الأمم وقبل ذلك كله من خلال نصوص القرآن الكريم الواضحة الدلالة على ربط الأسباب بمسبباتها. وردود ابن ...
قراءة الكل
يبين الكاتب من خلال هذا البحث آراء ابن القيم في الأشاعرة في مسائل العقيدة، وآراء أئمة مذاهبهم، ومن خلال ردود ابن القيم على الأشاعرة في هذه القضية يتبين المنهج الذي استخدمه في الرد عليهم فتجده يرد عليهم من خلال العقل والفطرة وتجارب الأمم وقبل ذلك كله من خلال نصوص القرآن الكريم الواضحة الدلالة على ربط الأسباب بمسبباتها. وردود ابن القيم ناصعة قاطعة على فساد أصول الأشاعرة التي خالفت فيها أهل السنة، حاول خلالها الكاتب من هذا البحث أن نتعرف على منهجه في الرد عليهم وتبقى كتبه ونصوصها الكثيرة فيها شاهدة على عمق علم ابن القيم ومدى سبره لغور هذه الفرقة. وما أحوج المسلمين اليوم إلى قراءة هذه الردود والنصوص في وقت انتشرت فيه أصول هذه الفرقة حتى ظن كثير من المسلمين أنهم هم أهل السنة والجماعة لانتشار مذهبهم وتبني كثير من المؤسسات الشرعية له وتدريس هذا المذهب في كثير من المعاهد الشرعية حتى التبس الحق على كثير من المسلمين ولو قرأوا ما كتبه ابن القيم وغيره من أهل السنة في الرد على هؤلاء وتفنيد باطلهم لعرفوا الحق بوجهه المنير المشرق فنسأل الله - عز وجل - أن يهدي ضال المسلمين ويردهم للحق رداً جميلاً إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل. والأشاعرة: هم أصحاب أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، المنتسب إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -. وأبي الحسن الأشعري هو: العلامة أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أمير البصرة بلال بن أبي برده بن صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي موسى الأشعري. ولد سنه 260هـ وكان عجباً في الذكاء وقوة الفهم. كان في أول أمره معتزلياً ومنهجه هو منهج المعتزلة وهو تقديم العقل على النقل ثم بعد ذلك أخذ يعيد النظر في معتقدات المعتزلة ويخطط لنفسه منهجاً مستقلاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص. ومنهجه الفكري كان قريباً من منهج أهل السنة لكن يعيبه أنه يفضل التأويل في أغلب آرائه. وبعدما ترك الاعتزال أخذ يرد عليهم ويهتك عوارهم.