شكلت الروائية سهام أبو عواد بفطرتها سيراوية الذاكرة الفلسطينية المعطلة ، ولم تسرف كمن سبقوها بوصف عذابات سجن أو ساكنيه ، ولم تنزح إلى إشكالية العشق التي أظهرت ذكورة الكثيرين ممن أثروا المكتبة العربية بروايات تحكي عن علاقتهم بالأنثى اليهودية ، بل ذهبت إلى إظهار صورة من يعيشون الحياة بعيداً عن صانعيها ، الذين غيبهم الأسر قسراً وقه...
قراءة الكل
شكلت الروائية سهام أبو عواد بفطرتها سيراوية الذاكرة الفلسطينية المعطلة ، ولم تسرف كمن سبقوها بوصف عذابات سجن أو ساكنيه ، ولم تنزح إلى إشكالية العشق التي أظهرت ذكورة الكثيرين ممن أثروا المكتبة العربية بروايات تحكي عن علاقتهم بالأنثى اليهودية ، بل ذهبت إلى إظهار صورة من يعيشون الحياة بعيداً عن صانعيها ، الذين غيبهم الأسر قسراً وقهراً ، كما ذهبت عميقاً إلى رفد الرواية بمشاهد لم تلحظها القمرة يوماً ، فالإحساس بالقهر وأحاديث النفس هي ما يعيث بذاكرة الفلسطيني الذي وجد قلماً يكتب عن موته ،ولكنه لم يجد قلماً يكتب عن حياته . الحقيقة هنا لم تكن مجرد خبر أدبي ،بقدر ما كانت ذاكرة تليق نبسياننا .مقاش هي الكلمة التي حررتها الكاتبة من أسر السجون ،لتصل إلى كل مهتم بالموروث الفلسطيني وأدب المقاومة .