من أهم ما يشغل بال البشرية في بداية الألفية الثالثة، هي مسألة العولمة أو الكونية، وإقامة النظام العالمي الجديد.يؤكد السياق التاريخي العالمي، أن من أهم مرتكزات قيام الدولة هو دورها. ولعل أثقل مهمة ملقاة على عاتق الأمم في هذه المرحلة من تاريخ العالم هو البحث عن دور يؤهلها للمشاركة الواعية والمؤثرة في صياغة قانون النظام العالمي الج...
قراءة الكل
من أهم ما يشغل بال البشرية في بداية الألفية الثالثة، هي مسألة العولمة أو الكونية، وإقامة النظام العالمي الجديد.يؤكد السياق التاريخي العالمي، أن من أهم مرتكزات قيام الدولة هو دورها. ولعل أثقل مهمة ملقاة على عاتق الأمم في هذه المرحلة من تاريخ العالم هو البحث عن دور يؤهلها للمشاركة الواعية والمؤثرة في صياغة قانون النظام العالمي الجديد، كي لا تنفرد بصياغته دول أو عدد محدود جداً من الدول، تجير أحكامه لمصالحها هي، وتفرضه على الدول الأخرى قسرياً.وبغض النظر عن العلاقة الجدلية بين القومية وبين العولمة، وفيما إذا كانت العولمة تمثّل المنحى المرسوم لدمج القوميات وطمس الأثر القومي، وإلقاء انتماء الفرد في أتون المواطنة العالمية، التي تبدو يوتوبيا ساخرة، أو في إحياء الوعي القومي وتجزئة الأمة ـ الدولة إلى أمم مقومية بغرض تصغير حجوم ا لوحدات الدولية وربط إرادتها السياسية والتحديثية بالمركز العالمي الذي تمثله الولايات المتحدة الأميركية اليوم، والتي تدعى لنفسها كل مقومات القيادة والزعامة؛ تظل الدولة متعددة القوميات تشكل ضمانة تاريخية للقوميات المواطنة، ما دامت هذه الدولة مؤدلجة ومسيَّسة لخدمة الانتماء الوطني وتأصيله، وإعطاء المثل القومي المتمدِّن لمنهجة الحقوق القومية وقوننتها بدساتيرها وممارساتها التنظيمية والحياتية، ولغات آدابها وفنونها. إضافة إلى قيامها بتسوية أوضاع القوميات المواطنة بالقدر الكافي واللازم من العدالة والسماحة، وتحرير الوعي القومي من شطحات الاستعلاء وادعاءات الأغلبية الغالبة.